القائمة الرئيسية

الصفحات

قصص مؤثرة عن الأمل

قصص مؤثرة عن الأمل 

الأمل هو حُسن الظن بالله وهو نور الحياة، وهو قوة دافعة تشرح الصدر للعمل، وتُنير القلب وتُنشط البدن، وتُعلي الهمم. 


الأمل يحول الكسل إلى عمل ونشاط، ويحول اليأس والإحباط إلى قوة وتفاؤل، ويحول التراخي إلى إصرار وتحدي. 


فهو يدفع الفلاح ليزرع أرضه أملًا فى الحصاد، ويدفع طالب العلم ليجتهد فى دراسته أملًا فى النجاح، ويدفع المريض ليتجرع الدواء أملًا فى الشفاء، ويدفع التاجر ليخاطر بماله أملًا فى الربح، ويدفع الجندي ليقاتل أملًا فى النصر، ويدفع العبد ليفعل الخير أملًا فى رضا الله وجنته. 


القصة الأولى: الأمل سر الحياة

يُحكى أن فتاة تُدعى "أمل" كانت تعيش فى سعادة مع والديها وأختها الصغيرة "هنا"، وفى يومٍ من الأيام مرضت "هنا" مرضًا شديدًا، وأصبحت ملازمة للفراش مدةً طويلة حتى بدأ اليأس من الشفاء يتسرب إلى نفس الصغيرة، وازدادت حالتها سوءًا.


لكن أختها الكبرى "أمل" كانت دائمًا تحاول أن تبعث فيها روح الأمل، حتى تستطيع أختها الصغيرة مقاومة المرض، وتستعيد صحتها ويأتي الشفاء من عند الله.


وفى صباح أحد الأيام كانت "هنا" ترقد فى فراشها المجاور للنافذة، مرت عرافة بجوار النافذة فطلبت "هنا" من أختها "أمل" أن تدعو لها العرافة لقراءة الكف، رفضت "أمل" فى بادئ الأمر ثم استجابت لرغبة أختها، قائلة لنفسها: لعل هذه العرافة تبعث الأمل فى نفس أختها الصغيرة المريضة، فتسعد وتقوى على مقاومة المرض، فكانت تخشى على أختها من الإستسلام للمرض فتسوء حالتها الصحية.


ولكن للأسف قرأت العرافة كف "هنا" ولم تنطق بأي كلمات وبدا عليها الإستياء، فألحت عليها "هنا" أن تقول ما قرأته فى كفها، فقالت العرافة: كل شيئ بيدي الله يا أبنتي، لكني أرى أن أيامك فى الحياة ستنتهي مع سقوط آخر ورقة فى الشجرة المجاورة لنافذتك، صرخت "أمل" فى وجه العرافة وطردتها وقالت: كذب المنجمون ولو صدقوا، لا يعلم الغيب إلا الله وحده، ثم أخذت تدعم أختها بالأمل فى الشفاء وفى الحياة، لكن "هنا" أخذت تبكي وتقول: لا داعي للعلاج والأطباء ما دام الموت آتٍ لا محالة.


أمل: لا يا أختاه كلنا سنموت ولكن لا أحد يعلم متى وأين سيموت، وإذا كان الموت مصيرنا جميعًا، إذن حتى ذلك اليوم علينا أن نعيش فى هناءٍ وسعادة ونستمتع بكل لحظة فى حياتنا، راجين رحمة الله تعالى بنا في الدنيا والآخرة، وأمسكت بيدي أختها وهى تبتسم لا داعي لليأس من رحمة الله، إنظري للغد على أنه أجمل من اليوم إن شاء الله.


وكانت الشجرة مليئة بالأوراق الخضراء الجميلة، نظرت "هنا" إليها والدموع تترقرق فى عينيها وكأنها تعد أوراق الشجرة لتعلم كم يوم باقية لها فى هذه الحياة.


وبعد إنقضاء فصل الصيف أتى فصل الخريف وتساقطت أوراق الشجرة تباعًا، ومرت الأيام وبقيت الطفلة المريضة تراقب أوراق الشجرة ظنًا منها أنه فى اليوم الذى تسقط فيه آخر ورقة سينهي المرض حياتها.


وأصبحت الطفلة "هنا" تراقب أوراق الشجرة التي تتساقط كل يوم، إلى أن ظلت فى الشجرة ورقة واحدة خضراء وجميلة ولم تسقط.


"أمل" تطمئن "هنا" وتبث فيها الأمل، وتقول: لن تسقط هذه الورقة بل سيأتي عليها فصل الربيع وتمتلأ الشجرة بالأوراق مرةً أخرى.


إنقضى فصل الخريف وبعده فصل الشتاء ومرت الأيام ولم تسقط الورقة والفتاة سعيدة مع أختها، وقد بدأت تستعيد عافيتها من جديد، حتى شُفيت تماماً من مرضها، فكان أول ما فعلته "هنا" بعد شفائها من المرض، إنها ذهبت إلى الشجرة لترى معجزة الورقة التى لم تسقط فوجدتها ورقة بلاستيكية (صناعية) قد ثبتتها أختها "أمل" على الشجرة حتى تظل "هنا" ترى الأمل كلما رأت الورقة باقية على الشجرة ولم تسقط بعد.


العبرة من القصة

الأمل روح أخرى إن فقدتها فلا تحرم غيرك منها، فالأمل يصنع المعجزات ويغير شكل المستقبل، بالتفاؤل والأمل نعيش سعداء ونتغلب على المرض ونتحدى الصعاب.


لا يعني الأمل والتفاؤل أن الإنسان لن يمرض ولن يتعب ولن يبكي ولن يموت، ولكن الأمل يعني أنه سوف يرضى عن أقدار الله ويتقبلها ويعيشها حامدًا شاكرًا، ويستطيع التخلص من أوهامه ويُمنح قوة وقدرة للتغلب على الآلام وتخطي العقبات.

من أجمل ما يُمكن للإنسان فعله أن يبعث الأمل في قلوب الآخرين، وأن يرسم الإبتسامة على شفاههم، بدلاً من تدمير وتحطيم آمالهم، وإن كان ذلك بأبسط الكلمات. 


القصة الثانية: الأمل سبيل النجاة

كانت جماعة الضفادع تعيش فى سعادة، وبينما كانت تجري وتمرح فى الغابة، وقع إثنان منها فى حفرةٍ عميقة، فاجتمعت بقية الضفادع حول الحفرة، وحينما رأوا مدى عمقها أخبروا الضفعدين المسكينين أنه لا أمل لهما فى النجاة.


لكن الضفعدين تجاهلا ما قاله بقية الضفادع، وراحا يقفزان محاولين الخروج من الحفرة، واستمرت جماعة الضفادع فى تثبيط الضفعدين والتأكيد عليهما بأن نجاتهما من الحفرة مستحيلة، لم ييأس الضفدعان واستمرا فى القفز، وأخيرًا إستسلم أحد الضفعدين وخضع لكلام بقية الضفادع وتيقن من الفشل فى الخروج، واستسلم لنهايته المحتومة.


فى حين استمر الضفدع الآخر فى محاولاته للخروج، وهنا علا صراخ جماعة الضفادع وصياحهم بضرورة التوقف عن المحاولات الفاشلة والإستسلام للأمر الواقع. وأخذ الضفدع يقفز بكل قوته مرارًا وتكرارًا، حتى تمكن من الخروج من الحفرة، وبمجرد خروج الضفدع منها، أسرع إليه بقية الضفادع بالسؤال: ألم تسمع ما كنا نقوله لك؟، أشار الضفدع لأصدقائه بأنه أصمّ ولا يستطيع سماع كلامهم، وأنه شاكر لهم تشجيعهم له طوال الوقت حتى تمكن من الخروج من الحفرة وكُتبت له النجاة!


لقد فهم الضفدع المسكين صياحهم على أنه تشجيع ولم يعلم حقيقة مقصدها، ولذلك استمر فى محاولاته حتى نجح أخيرًا.


العبرة من القصة

من الممكن أن يؤثر كلام البعض على حياة الآخرين تأثيرًا كبيرًا، قد يصل إلى حد الفرق بين الحياة والموت.


ربما تبعث كلمات البعض الأمل فى حياة الآخرين وتكون سبيل نجاتهم، وربما تكون سببًا فى إحباطهم وتثبيط عزائمهم مما يؤدي إلى موتهم.


تعليقات

التنقل السريع