التفاؤل طريق النجاح
التفاؤل
نظرة إيجابية مصحوبة بإبتسامة جميلة لكل أمور الحياة، تجعل الإنسان المتفائل يرى الجانب
الجميل والمشرق فى كل الأمور، مما يمنحه طاقة إيجابية وأمل فى وجود الخير فى كل
شيء.
التفاؤل يقوي الروح ويشحذ الهمة نحو العمل والإنتاج، مع حُسن الظن بالله وتفويض الأمر إليه والتوكل عليه وثقة فى النفس وأمل فى المستقبل.
التفاؤل دافع للنجاح لأنه يجعل الإنسان يُقبل على الحياة بإرادة وعزيمة قوية لتحقيق أحلامه وأهدافه فى الحياة.
قصة التفاؤل طريق النجاح
يُحكى
أن قبيلة من القرود كانت تسكن فى غابة كثيفة الأشجار بجوار نهرٍ كبير منذ زمنٍ
بعيد، وكانت القرود تعيش فى سعادة لوجود أشهى الثمار بوفرة على أشجار الغابة ووجود
ماء النهر القريب منها، ولا يضطرون لبذل أي مجهود فى سبيل الحصول على الطعام
والشراب، وفى يومٍ من الأيام هبت رياح شديدة فاختبأت القرود كلها داخل كهوف الجبال
خوفًا من الهلاك، لكنه كان إعصارًا قويًا إقتلع الكثير من الأشجار ودمرها وتساقطت الثمار وتطايرت بعيدًا، وبعد
يومين هدأت أصوات الرياح المخيفة، فخرجت جميع القرود تبحث عن طعامها وشرابها، وتفاجأ
الجميع بما أصاب الأشجار وحزنوا حزنًا شديدًا لفقدهم مصدر طعامهم.
واجتمعت قبيلة القرود لإيجاد حل لهذه المشكلة، كيف يكملون حياتهم فى هذا المكان وقد فقدوا مصدر طعامهم الأساسي، بإقتلاع معظم الأشجار وتساقط ثمار الأشجار القليلة الباقية، التى لم تعُد تكفيهم لأيامٍ قليلة، وبعد تفكير كبير إنقسمت القرود إلى ثلاث مجموعات:-
المجموعة الأولى؛ وكانت تضم القرود المتفائلين، وكانت ترى عدم البقاء فى هذه الغابة وعدم الإستسلام للوضع السيئ الذى أصبحت عليه غابتهم، بعدما فقدوا مصدر طعامهم وأن الخير فى الهجرة إلى ما وراء النهر لعل الأمر يكون خيراً، وربما يجدون هناك وسائل جديدة لحياةٍ أفضل.
المجموعة
الثانية؛ وكانت تضم القرود المتشائمين، وكانت ترى البقاء فى غابتهم التى إعتادوا
العيش فيها مهما كانت الظروف، ورفضوا فكرة
الهجرة والتغيير على الإطلاق، وذلك لقلقهم وخوفهم من السعي نحو حياة جديدة، ولتوقعهم
لما هو أسوأ من حالهم، وعدم جرأتهم لخوض تجربة جديدة لا يضمنون سلامة نتائجها.
أما
المجموعة الثالثة؛ وكانت تضم القرود المترددين، وكان موقفهم سلبيًا حيث كانوا يخشون
الهلاك فى البقاء، كما أنهم يخشون فشل محاولة الهجرة.
قررت
مجموعة المتفائلين مواجهة المشكلة بتحدي وإيجابية وخوض التجربة بعزيمة وإرادة قوية،
والإصرار على عدم الإستسلام للفشل والأخذ بالأسباب والإستعداد للرحيل قبل فوات
الأوان، وبالفعل بدأوا بتقطيع أخشاب الأشجار الساقطة على الأرض وأستغلوها فى صنع
قوارب، إستخدموها فى عبور النهر بنجاح ورحلوا عن تلك الغابة، بكل نشاط وهمة وأمل فى
مستقبلٍ مشرقٍ وحياةٍ أفضل بإذن الله.
وبعد أيام
بدأت مجموعة القرود المتشائمين يبدو عليها العبوس والمرض، فاليأس والإحباط كدر
عيشهم وأصابهم بالشقاء وخيبة الأمل، وبدأت أجسامهم تضعف من تأثير المناخ السيئ وقلة
الطعام، وانهارت عزائمهم وخروا مرضى وجوعى بسبب نظرتهم التشاؤمية التى سلبت إرادتهم
وأصابتهم بالحسرة على ضياع الفرصة، فكان مصيرهم الهلاك.
رأت
مجموعة القرود المترددين حال إخوانهم المتشائمين، ونهضوا من تكاسلهم وسلبيتهم وقرروا
تغيير أحوالهم والخروج من تلك الغابة، لكنهم شعروا بالمشقة والتعب فى صنع القوارب من
أخشاب الأشجار الباقية، وذلك نظرًا لأنهم فقدوا القدرة على العمل بدون طعامٍ كاف حتى رحلوا وكُتبت لهم النجاة.
العبرة من القصة
* التفاؤل يولد الأمل والحياة بدون أمل مستحيلة.
* الإنجاز
فى العمل وإستغلال الفرص المتاحة وتحدي الصعاب ومواجهتها هو سبيل النجاح.
* الإيمان
بإمكانية النجاح هو الخطوة الأهم فى تحقيق النجاح على أرض الواقع.
* التشاؤم
سببًا لخيبة الأمل والإستسلام للفشل، بدلًا من خوض التجارب ومواجهتها والنجاح فيها.
تعليقات
إرسال تعليق