قصة عن الثقة بالنفس سبيل النجاح
مفهوم الثقة بالنفس
هى إيمان الشخص بذاته وبقدراته ومعرفة نقاط ضعفه ونقاط قوته، حتى تكون لديه القدرة على مواجهة تحديات وصعوبات الحياة وإجتيازها بنجاح، وإتخاذ القرارات الصائبة مستخدمًا أقصى قدراته ومهاراته لتحقيق أهدافه.
وهى سلوك إيجابي يعمل على بناء شخصية قوية تتمتع بصحة نفسية سوية، وتستطيع التكيف مع البيئة المحيطة، فهى شعور إيجابي تجاه النفس وتجاه الغير.
وهى شعور بالرضا عن النفس وتقدير الذات، يُشعر الشخص بالقدرة على التغلب على المخاوف والشعور السلبي، بل وإستبداله بسلوك إيجابي.
يستطيع الإنسان تعزيز ثقته بنفسه من خلال التعلم والتدريب وإكتساب مهارات جديدة، وكذلك بإستغلال نقاط قوته ومحاولة تنميتها، والإقدام على مواجهة الأمور ومحاولة الوصول إلى حلول منطقية وواقعية دون تحميل النفس ضغوطًا فوق طاقتها، والتخطيط الجيد وحُسن دراسة الأعمال قبل الخوض فيها، ومخالطة الأشخاص الإيجابيين فهى مصدرًا للدعم والطاقة الإيجابية.
وهذه القصة تؤكد لنا أن الثقة بالنفس هى سبيل النجاح
سليمان رجل أعمال ناجح، إستطاع أن يؤسس شركة كبيرة بمجهوده وكفاحه وحبه وإخلاصه لعمله، لكنه تعرض لخسارة كبيرة فاضطر للإقتراض، حتى زادت عليه الديون وأصبحت تؤرقه ولا يستطيع سدادها والخلاص منها.
جلس سليمان فى أحد الحدائق العامة، وبينما هو غارقٌ فى التفكير فى همومه وديونه، وهو فى قمة الحزن والهم ويسأل نفسه: إن كان هناك من يستطيع مساعدته وإنقاذ شركته من الإفلاس؟ حتى يستطيع الوقوف على رجليه مرة أخرى ويستعيد مكانته فى سوق العمل بنفس القوة التي كانت عليها شركته سابقاً.
فجأة ظهر له رجلٌ عجوز وقال له وهو يربت على كتفه برفق: أراك حزينًا ومهمومًا يا بُني فيما تفكر؟، نظر له سليمان وتوسم فيه الخبرة والحكمة وهو يحتاج إليهما، فبدأ يحكي له قصته ومعاناته من كثرة الديون التى تُهدد شركته بالإفلاس وأنه لا أحد يستطيع مساعدته، تأثر العجوز بالقصة وقال لسليمان: أنا أستطيع مساعدتك، قال سليمان للعجوز: كيف؟، أجابه العجوز: بأنه هو "سعد المسعود" صاحب مجموعة شركات السعد، وكان سليمان يعرف هذا الإسم جيداً لأنه شخصٌ مشهور لكنه لم يحظى برؤيته من قبل، رحب سليمان بالعجوز وفرح بلقائه، أخرج العجوز من جيبه دفتر الشيكات وسأل سليمان عن إسمه الثلاثي، ثم حرر له شيكًا بمبلغ نصف مليون جنيهًا وأعطاه لسليمان وتبسم قائلاً: خُذ هذا الشيك وحل أزمتك المالية التى تُحزنك وقم بسداد ديونك، وقابلني فى نفس هذا المكان بعد عامٍ من وقتنا هذا لتُعيد لي المبلغ الذى أعطيتك إياه.
وبعدها انصرف العجوز وترك سليمان مذهولًا لما حدث معه، وسعيدًا بهذا الشيك الذى يحمل توقيع سعد المسعود صاحب أكبر مجموعة شركات وأكثر رجال الأعمال ثراءً، ويُعد هذا الشيك بالنسبة لسليمان طوق نجاة للخلاص من الديون ومصدرًا للأمن والأمان والقوة له.
تحمس سليمان وتخلص من حزنه وهمه، وأخذ يُفكر فى حل أزمته بتأني وإطمئنان فهو يمتلك ما يستند إليه ويركن إليه عند الحاجة، فأصبح لا داعي للقلق والخوف من خوض المغامرة فى سوق العمل.
إنطلق سليمان نحو شركته فى أملٍ وتفاؤل، وبالفعل بدأ عمله بحماسٍ وثقةٍ فى النفس تمده بالقوة اللازمة لمواجهة مشاكله وإنقاذ شركته، قرر عدم اللجوء لصرف الشيك مباشرةً، ولكنه سوف يعتمد على نفسه ويجتهد بشتى الطرق لحل الأزمة وإذا إستنفذ كل محاولاته سوف يلجأ لصرف الشيك، ثم يرد قيمته للعجوز الذى مد له يد المساعدة فى العام القادم بإذن الله تعالى.
دخل سليمان فى مفاوضات ناجحة مع الدائنين لتأجيل مدة السداد، وبدأ يدرس ويخطط جيداً قبل الدخول فى أعمال جديدة وبالفعل استطاع سليمان تحقيق عمليات رابحة كبيرة لصالح شركته، حتى نجح فى سداد ديونه خلال بضعة أشهرٍ، وبدأ يربح مكاسب كبيرة واستعادت شركته مكانتها فى مجال عملها، بل وأصبحت فى مركزٍ أعلى من ذي قبل.
وبعد إنتهاء العام المحدد لرد الشيك إلى سعد المسعود، ذهب سليمان فى موعده وفى نفس المكان بالحديقة فوجد العجوز فى إنتظاره جالسًا على نفس المقعد، فرح سليمان بلقائه كثيرًا وجلس بجواره ليقص عليه النجاحات التى إستطاع تحقيقها خلال العام الماضي دون أن يصرف الشيك، ولكنه احتفظ به كمصدر للأمان فقط، واستغل كل قدراته وإمكاناته ومهاراته فى عمله، وكيف عمل جاهدًا بحماس وقوة وتفاؤل وأمل وثقة بالنفس.
وفجأة جاءت ممرضة مُسرعةً وقطعت حديث سليمان للعجوز قائلةً: الحمد لله إني وجدتك هنا كعادتك وأخذته من يده، وقالت لسليمان: أرجو ألا يكون أزعجك أو ضايقك فهو دائم الهروب من مستشفى المجانين المجاور لهذه الحديقة، ويدعي للناس أنه "سعد المسعود" صاحب مجموعة شركات السعد المشهورة.
وقف سليمان مُتسمرًا فى مكانه وقد غمرته الدهشة، وهو يفكر فى تلك السنة الكاملة الماضية التى مرت عليه وهو ينتزع شركته من الضياع والإفلاس ويعمل بقوةٍ وثقةٍ بالنفس، لكامل إقتناعه بأنه فى حوذته شيكًا يحمل توقيع سعد المسعود بمبلغ قدره نصف مليون جنيهًا.
وحينها أدرك سليمان أن المال لم يكن هو حل أزمته وإنقاذ شركته وتغيير حياته كلها، بل الذى غيرها هكذا هو إستعادته لثقته بنفسه والتى منحته القوة الجبارة التى ساعدته يتخطى أخطر فشل في حياته ويحقق أعظم نجاح فيها.
وتأكد أن الفضل فى نجاحه كان بسبب ثقته بالله تعالى ثم ثقته بنفسه وليس الفضل لتلك الورقة الواهية والتى لا قيمة لها من الأصل.
الدروس المُستفادة من القصة:-
تعليقات
إرسال تعليق