القائمة الرئيسية

الصفحات

الصبر دواء البلاء.. قصة مؤثرة عن الصبر على البلاء

الصبر دواء البلاء.. قصة مؤثرة عن الصبر على البلاء



سُئل أحد الصالحين عن البلاء: هل هو عقاب من الله تعالى؟ أم كفارة عن معصية؟ أم إرتقاء ورفعة؟ 


فأجاب: إذا أصابك البلاء فغضبت فهو عقابًا، وإذا صبرت عليه فهو كفارة، أما إذا رضيت به فهو إرتقاء. 


حكمة الله فى الإبتلاء 

إن الناس لا يُتركون دون إبتلاء أو إختبار من الله، بل الكُل عرضةً لذلك فى أي وقت، والقرآن الكريم ذكر لنا أصناف الإبتلاءات، حتى نعلم أمر الله وسُنته فى خلقه، ونعلم مُسببات القلق وبواعثها مما يسهل علينا أمر الوقاية منها وحُسن التعامل معها عند نزولها، لنستقبل وقوع البلاء إستقبال المؤمن المطمئن، ونتحصن من الخوف والفزع أوالجزع عند وقوعها. 


قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة]. 


بشر الله عباده المؤمنين الصابرين بحُسن العاقبة فى الدنيا والآخرة، الذين إذا أصابهم شيءٌ يكرهونه قالوا: إنا لله؛ أي إنا عبيد مملكون لله، مدبَّرون بأمره يفعل بنا ما يشاء، وإنا إليه راجعون؛ أي راجعون لله بالموت ثم بالبعث للحساب والجزاء، وهؤلاء الصابرون لهم ثناءٌ من ربهم ورحمةٌ عظيمة وهم المهتدون إلى الرشاد. 


الإيمان بقضاء الله خيره وشره هو أحد أركان الإيمان، فعندما يؤمن العبد بقضاء الله وقدره ويستسلم له مع إيمانه بباقي الأركان يصير مؤمنًا، وإبتلاء الله لعبده المؤمن وإختباره له بفقد من يُحب، أو حرمانه من الولد، أو الإبتلاء بالفقر أو المرض، لا يعني غضب الله وسخطه على ذلك العبد المُبتلى، بل قد يكون ذلك تكفيرًا لذنوبه ومحوًا لخطاياه حتى يلقى ربه وهو خالي من الذنوب والخطايا. 


يبتلي الله عباده ليضاعف أجورهم وليرفع درجاتهم ويزيد حسناتهم وتتكامل فضائلهم، ويظهر للناس صبرهم ورضاهم ليُقتدى بهم. 


حين تُصيب المؤمن النعمة والسراء يشكر ربه فيكون له خيراً، لأن الله يُحب الشاكرين الذاكرين فيزيدهم الله من نعمه وبركاته، وإذا أُصيب بالضراء يصبر فيكون له خيراً وينال أجر الصابرين. 


تحقيق العبودية لله تعالى بكمال الطاعة لله فى السراء والضراء، ومحبة الله تعالى والثقة بتدبيره.  


يبتلي الله تعالى عبده المؤمن فيما يصيبه فى نفسه أو فيمن يُحب، فينزل الله على الناس ما يشاء من أنواع الفتن والمحن والإبتلاءات، من أجل أن يبتلي صبره ومن أجل أن يعلم صدق إيمانه. 


يقع البلاء لتمحيص المؤمنين وتمييزهم عن المنافقين، ليميز الله الصالح من الطالح، ويظهر العاصي من المؤمن الصادق، قال تعالى: 

{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)} [العنكبوت : 2-3]. 


يقدر الله المصيبة لعبده المؤمن حتى يُعجل له العقوبة على ذنوبه فى الدنيا ولا يؤجلها له فى الآخرة، فيؤجر المؤمن على صبره ويُكفر عن سيئاته. 


البلاء منحة لا محنة

 قد يكره الناس شيئًا وهو في حقيقته خيرٌ لهم، وقد يحبون شيئًا لما فيه من الراحة واللذة العاجلة وهو شرٌ لهم، والله تعالى يعلم ما هو خيرٌ لهم وهم لا يعلمون. 


وبإختبار الله لعباده تارةً باليُسر ليشكروا، وتارةً أخرى بالعُسر ليصبروا، صارت المنحة والمحنة جميعًا بلاء، فالمنحة تقتضي الشكر والمحنة تقتضي الصبر، والإيمان نصفان أحدهما صبر والآخر شكر. 


قال الحسن البصري رحمه الله: "لا تكرهوا البلايا الواقعة والنقمات الحادثة، فلرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك، ولرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك (أي: هلاكك). 


إن البلاء يدفع العبد للدعاء والرجوع إلى الله والتقرب إليه، أما النعمة فتدفع العبد إلى اللهو والترف والمُتع فتُلهيه عن ذكر الله وعبادته، فيكون البلاء خيرًا له ومنحة من الله تعالى يجب عليه أن يغتنمها. 


قال شيخ الإسلام رحمه الله: "مصيبةٌ تُقبِل بها على الله خيرٌ لك من نعمةٍ تُنسيك ذكر الله". 

عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلمٍ تصيبه مصيبةً فيقول ما أمره الله" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أُجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها"، إلا أخلف الله له خيرًا منها، قالت: فلما مات أبو سلمة قُلتُ: أي المسلمين خيرٌ من أبي سلمة؟! أول بيتٍ هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إني قُلتها فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. 


فالمؤمن إذا صبر واحتسب مُنح ثوابًا عظيمًا فيكون البلاء منحةً لا محنة، ويكون رحمةً له لا عذابًا، رحمةً له لما يترتب عليه من الثواب وما ينال به من الأجر، فتسكن نفسه ويطمئن قلبه. 


الصبر دواء البلاء

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إن إبتلاء المؤمن كالدواء له، يستخرج منه الأدواء التى لو بقيت فيه لأهلكته، أو نقصت ثوابه وأنزلت درجته، فيستخرج الإبتلاء والإمتحان منه تلك الأدواء، ويستعد بذلك إلى تمام الأجر وعلو المنزلة".


بمعنى أن البلاء للمؤمن كالدواء للمريض، فالدواء وإن كان مُرًا، إلا أنه ضروري للشفاء من المرض، ولذلك فإننا نقدمه لمن نُحب حتى يُشفى من مرضه، فالمصائب والبلايا تُعد إمتحان للعبد وعلامة حب له من الله تعالى، لعلها تشفي صدره وتخلصه من خطاياه، حتى يلقى المؤمن ربه وما عليه من خطيئة، فيمحو الله الفساد من قلوب عباده، ويُخلصها من الشوائب المنافية للإيمان. 


يبتلي الله عباده المؤمنين بقدر إيمانهم، ولذلك فإن أكثر الناس بلاءًا هم الأنبياء ثم الصالحون. 

البلاء يساعد المؤمن على التخلص من أسر الشهوات ورغبات النفس، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حُفت الجنة بالمكاره، وحُفت النار بالشهوات"، فالنفس دائماً تُلح على الإنسان لتحقيق رغباتها، مما يوقع الإنسان فى المعاصي وربما يتسخط على قدر الله تعالى، بينما لو جاهد نفسه من البداية وسلم الأمر لله وحده، واستقبل الإبتلاء والمصائب بالصبر وقبول قضاء الله وقدره بالرضا، فيطمئن قلبه وتسكن نفسه ويعيش مؤمنًا راضيًا مطمئنًا. 


ما موقف المؤمن من الإبتلاء؟ 

١- يجب على الإنسان تفهم عدالة الله تعالى واليقين برحمته، وحكمته فى إبتلاء خلقه وتدبير أمورهم، ولا يُرجع الأمر للحظ والأوهام التى لا مبرر لها، ما أصاب الله من مصيبةٍ إلا بإذنه، وقد يكون ظاهر الأمر مؤلمًا للغاية، لكن عند التعامل معه بصبرٍ وحُسن ظن بالله ورضا بالقضاء، ينقلب الهم إلى فرج، والمصيبة أو البلاء إلى نعمة، والشر إلى خير بإذن الله تعالى. 


٢- ينبغي توطين النفس على أن الدنيا دار شقاءٍ وبلاء لحكمةٍ يعلمها الله، وأن الله لابد أن يمتحن عباده فيها، وأن هذه هى إرادته ومشيئته وأنه لن يخذل عباده المؤمنين الصابرين أبدًا، قيل للإمام أحمد: متى يجد العبد طعم الراحة؟، قال: عند أول قدمٍ يضعها فى الجنة. 


٣- إذا أُبتلي المؤمن يقلق ويخاف لفقدان محبوب أو نعمة، وهو قلق وخوف لا يد لمخلوقٍ فيه ولا سلطانٍ عليه، ولكن يجب ألا يؤدي هذا القلق والخوف بصاحبه إلى قول ما يُغضب الله ولا إلى اليأس والقنوط من رحمة الله، فالإنسان فى وقت الإبتلاء أكثر عرضةً للشعور بالقلق والإحباط الذى يؤدي إلى القنوط، والمؤمن الحق يكون صلبًا فى دينه موقنًا بأمر ربه ولا يحيد عنه، أما الإنسان ضعيف الإيمان بالله يتذبذب ويزداد جزعًا وقلقًا وإضطرابًا مما هو كائن ومما لم يكن. 


٤- وإذا توالت المحن والمصائب فلابد من الصبر وعدم الجزع، بل يجب على المؤمن التسليم لأمر الله تعالى وعدم التسخط، ويعلمنا القرآن الكريم أن المؤمن لابد وأن يُحسن الظن بالله، وأن الله هو الذى سوف يزيل عنه الهم والحزن، وأنه رحيمٌ بعباده وقادر على رفع البلاء، ولا ملجأ له إلا التضرع إلى الله والتحلي بالصبر الجميل، قال الله تعالى: 

{قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [يوسف : 83]. 


٥- ولا يجب أن ييأس من رحمة الله، فهو القادر على تفريج الهموم وكشف الظلمات وتخليص عباده من الشدائد والمحن، وذلك بحُسن التوكل على الله، وصدق اللجوء إليه والإستعانة به، وكثرة الدعاء وتلاوة القرآن الكريم. 


ما هو أجر من يصبر على البلاء؟

* إستقبال البلاء بالصبر والرضا بقضاء الله وقدره، ترتاح به النفس المؤمنة وتطمئن، لما أعده الله لها من الثواب والأجر، مما يحمل المؤمن على الإستقامة والتقرب من الله طلبًا للمزيد من الثواب وثمار الصبر، والوصول إلى حمد الله على قضائه خيره وشره، ليكشف عنه الضُر. 


* عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة". 


* يمحو الله الفساد من قلوب عباده المؤمنين الصابرين، ويرحمهم ببلائه، ويُسكن نفوسهم ويُطمئنها لتستطيع دفع وساوس الشيطان، وكذلك يحفظهم الله من الوقوع في الزلل والمهالك. 


* قالَ لي ابنُ عَبَّاسٍ: "أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِن أَهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلَى؛ قالَ: هذِه المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَتْ: إنِّي أُصْرَعُ وإنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي، قالَ: إنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الجَنَّةُ، وإنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ قالَتْ: أَصْبِرُ، قالَتْ: فإنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ أنْ لا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا". (رواه عطاء بن أبي رباح، صحيح مسلم). 


* إن بلاء الدنيا سببًا لعطاء الآخرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ما يُصيب المسلم من نصبٍ ولا وصبٍ ولا همٍّ ولا حُزنٍ ولا أذًى ولا غمٍّ حتى الشوكة يُشاكها إلا كفرَّ الله بها خطاياه". رواه البخاري. 


الدعاء والصبر الجميل 

الدعاء من أهم الأمور التى تُخفف البلاء على المُبتلى وتربط على قلبه؛ إذا ناجى الإنسان ربه وتقرب إليه بالدعاء والرجاء، سكن حزنه وزال همه ورُبط على قلبه، فالدعاء يدفع البلاء أو يخففه ويضعفه. 

فالدعاء يغير القدر، والدعاء يرد القضاء، والدعاء يصنع المعجزات، والدعاء هو سهم الله الذى لا يُخطئ. 

وأفضل الدعاء لتفريج الهموم والكربات:-

 * دعاء سيدنا يونس عليه السلام عندما نادى ربه وهو فى الظُلمات الثلاث؛ البحر والليل وبطن الحوت، فقال: "لا إله إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين"، وهذا الدعاء فيه إقرار بالألوهية، وتنزيه لله سبحانه وتعالى عن أي نقص، وإعتراف بالذنب والخطيئة. 


* "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال". 


* "اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك، وفجأة نقمتك، وجميع سخطك، اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء". 


قصة مؤثرة عن الصبر على البلاء

يُحكى أن شابًا إسمه" صابر"، كان يعمل إداريًا بأحدى المستشفيات الخاصة، وفى يومٍ من الأيام أثناء عمله طلب منه مديره أن يستقبل شخصية هامة مشهورة فى المجتمع، وهو رجل ثري جداً يمتلك العديد من الشركات، وأن يقوم بإستكمال كافة الإجراءات اللازمة لدخول هذا الرجل للمستشفى. 


وبينما كان صابر يقف منتظرًا هذا الرجل عند مدخل المستشفى أطلق العنان لخياله وتصور نفسه فى مكانة وثراء هذا الرجل الثري الذى ينتظر قدومه، وتمنى أن يُنعم الله عليه بما أنعم به على هذا الرجل، حتى يعيش حياة هانئة وسعيدة، لا يعكر صفوها شيئًا من الديون والأقساط التى تطارده فى كل مكان، إذا بسيارةٍ فارهة تخطف بصره ويبهره جمالها تقف أمام بوابة المستشفى، وهو يحلم بحياته فى قصرٍ كبير له حديقة جميلة ويركب سيارة فاخرة مثل هذه السيارة الرائعة، وكأنه تسخط وكره حياته وعيشته التى يعيشها ونسي نعم الله عليه. 


رأى صابر السيارة العملاقة التى يقودها سائق بملابس فاخرة أفضل من ملابسه التى يرتديها، والذى نزل من السيارة ليفتح بابها لصاحبها، سبق صابر إلى مكتبه ليبدأ عمله، ثم دخل عليه الرجل وكان يقوده نفس سائق السيارة على كرسي متحرك، نظر صابر فوجد الرجل لديه رجل واحدة والأخرى مبتورة بدءًا من الفخذ. 


إهتزت مشاعر صابر تأثرًا لحالة الرجل ذي الهيبة والجاه والشهرة، والذى كان يسمع عنه دون أن يراه من قبل، والآن رآه بهذه الصورة التى لم يكن يتوقع رؤيته عليها، ثم قام بإتخاذ إجراءات دخول الرجل سائلًا إياه عن سبب دخوله المستشفى وهل ذلك بخصوص رجله المبتورة؟، فأجاب الرجل وهو يخفي دموعه: أنه جاء للمستشفى لإجراء عملية جراحية جديدة لبتر رجله الأخرى التى أصابتها "الغرغرينا"، أنجز صابر عمله بإتقان وغاية فى السرعة وهو يتمالك نفسه من البكاء بصعوبة. 


حتى إنفرد بنفسه فى مكتبه وبكى بكاءًا شديدًا، وشعر بكفر النعمة الذى أصابه وعدم الرضا بقضاء ربه والندم على تطلعه لما يتمتع به غيره من النعم، وأخذ يلوم نفسه على عدم حمد ربه وشكره على نعمه التى أنعم الله عليه بها، ووجد أن صحته وعافيته من أعظم نعم الله عليه وأن أرجله وكمال جسده من أعظم النعم التي لا تُقدر بأموال ولا سيارات الدنيا كلها.


فحمد الله على نعمه وعلى إبتلاءاته، ورضي بما قسمه الله له، وصبر واحتسب الأجر والثواب عند الله.


العبرة من القصة

لا تُمد عينيك لما فى يد غيرك وتحسده على ما حظي به من نعم، فأنت ترى النعم الظاهرة عليه فقط ولا ترى ولا تعلم إبتلاءائته، واحمد الله واشكره على نعمه التى لا تُعد ولا تُحصى واصبر على ما أصابك. 


ثق في عدالة السماء واحسن الظن بالله وتوكل عليه، فهو سبحانه وتعالى الخالق والمُدبر لأمور من خلق، إن الله عادل بين خلقِه يمنح عباده ويأخذ منهم كيف يشاء وقتما يشاء، له فى ذلك حكمة لايعلمها إلا هو وحده سبحانه. 


وهو إن منح وأعطى فقد رحم وأنعم وله الحمد والشكر، وإن إبتلى أو أخذ فقد أحب من صبر ورحمه وأنزله منزلة عالية فى الدنيا والآخرة وله الحمد أيضاً. 








تعليقات

التنقل السريع