القائمة الرئيسية

الصفحات

المال والبنون.. قصة وعبرة



 قصة المال والبنون

فى إحدى قرى الصعيد، يعيش محمد عبد الله وزوجته فاطمة، ولديهم بنت جميلة إسمها "هبة الله" تبلغ من العمر سنتان، ويتمنون هذه المرة إنجاب الولد، حيث يعيشون وسط مجتمع ذكوري، يفضل إنجاب الذكور على إنجاب الإناث، لإعتقادهم أن الأبناء الذكور يحملون إسم الأسرة، كما يحمون المركز الإجتماعي لأسرهم، حيث يقوم الأبناء الذكور بحماية أخواتهم، ويكونون السند لآبائهم وأمهاتهم عند كبر السن، ويعتبرون إنجاب الذكور عزوة وفخر ودفاع وحماية، ربما لتميز الذكور على الإناث بالقوة البدنية، ويعتبرون إنجاب الذكور فيه تعزيز لمركز الزوجة فى بيت أسرة زوجها، بينما ينظرون للبنات على إنهن محل ضعف وعدم قدرة بدنية وإقتصادية، حيث يُساعد الأبناء الذكور الأهل إقتصادياً، فيعتمدون عليهم فى الإنفاق، أما البنت فلا تخرج للتعليم والعمل لجلب الرزق، بل تحملهم الأعباء المادية عند زواجها، وللرجل القوامة على المرأة بالمسئولية المادية والحماية والدفاع، يحرمون البنت حقها فى التعليم وبالتالي حقها فى العمل والوصول للمناصب المرموقة حتى وصل الأمر لحرمانها من حقها فى الميراث، ويسعدون إذا بُشروا بإنجاب مولود ذكراً ويستاءون إذا كان المولود أنثى.


هذه هى النظرة السائدة فى هذا المجتمع الذكوري وتلك المفاهيم المتوارثة عبر العصور المختلفة، هى التى تسببت فى رغبة محمد وفاطمة القوية فى إنجاب الذكر بعدما رزقهم الله بالأنثى، لأن هذه النظرة التمييزية أو التفضيلية ليست قاصرة على الرجال فقط بل للأسف إنتقلت من الرجال إلى النساء أيضاً.


وجاءت لحظة الميلاد وفاطمة تتألم ومحمد ينتظر البُشرى بالمولود الذكر، ليسعد ويحتفل بقدومه ويقوم بإعداد وليمة كبيرة للعائلة كلها.


طال الوقت ومحمد لا يستطيع الصبر، ثم خرجت الممرضة تقول: تتربى فى عزك بنت مثل البدر فى تمامه، غضب محمد عندما علم أن زوجته أنجبت بنتاً للمرة الثانية، وهو يرغب فى إنجاب الذكر، فوجد الشيخ مصطفى أخو زوجته فاطمة وهو شيخ فى مسجد الأزهر الشريف يقترب منه، ويربت على كتفه قائلاً: قل الحمدلله يا محمد لقد رزقك الله خيراً، إن رزقك ذكراً فهو خير وإن رزقك أنثى فهو خير، إن عطاء ربك كله خير ومنعه أيضاً خير، فاستقبل عطاءه برضا وبقلبٍ مملوءٍ بالإيمان، يقول الله فى كتابه الكريم: {لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)} [الشورى : 49-50] 


دخل محمد ليطمئن على زوجته ويبدو على وجهه الغضب والحزن، فوجدها تحمل طفلتها وهى تتأمل جمالها وتقول: سبحان الله والحمد لله، تبارك الله أحسن الخالقين، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا به.

قال محمد: حمداً لله على سلامتك يا فاطمة.


ردت فاطمة: الله يسلمك يا محمد، تتربى فى عزك، كنت أتمنى أن يكون المولود ذكراً كما كنت ترغب، لكن إرادة الله فوق كل شيء، إنها نعمة من عند الله والحمد لله على نعمته، وسوف أسميها " منة الله" فهما الإثنتان هبة ومنة من الله سبحانه وتعالى، نسأل الله أن يحفظهما ويبارك لنا فيهما، ويجعلهما قُرة عين لنا إن شاء الله.

قال محمد : الحمد لله، ولكن يجب أن تحملي بسرعة بعد تمام النفاس، لتنجبي لنا الولد.

فاطمة : قل إن شاء الله يا محمد.


  • إرادة الله فوق إرادة البشر

مرت الأيام والشهور، وهبة ومنة تملأن البيت بالضحك السعادة، لكن محمد لا يشعر بهذه السعادة لأنه غير راضٍ بما قسم الله له، ولا يشغل تفكيره سوى أن يكون له ولدًا يحمل إسمه فى حياته ويرثه بعد مماته، وتحاول فاطمة جاهدة أن تقنع زوجها بأن الولد والبنت رزقٌ من عند الله ولا دخل لهما فى تحديد نوع هذا الرزق، وتدعو الله أن يهدي زوجها ليرضى برزقه ونصيبه ولا يعترض، إلا أن محمد كان يتعجل الإنجاب للمرة الثالثة أملًا فى المولود الذكر، وللأسف لم تحمل فاطمة بعد.

ثم ذهب محمد وفاطمة للطبيب تعجيلًا لحدوث الحمل، وبعد محاولات علاجية عديدة لم يحدث الحمل، ثم أخبرهم الأطباء بعدم إمكانية تكرار الحمل والولادة  لفاطمة، حزن محمد حزنًا شديدًا حتى شعرت فاطمة بالأنانية إن تركته فى هذه الحالة، فخشيت عليه ونصحته أن يتزوج من إمرأة أخرى، ربما يرزقه الله بالولد الذى طالما حلم بإنجابه، لم يُنفذ محمد نصيحة فاطمة مباشرة ولكن أخذ يفكر فيها مرارًا وتكرارًا، ووجد نفسه لن يستطيع تحمل الإستغناء عن إنجاب الولد، وقرّر أن يتزوج من أخرى.


لم يكن من السهل على فاطمة أن تنصح زوجها بالزواج من أخرى، إنها تُعاني الأمّرين لأنها غير قادرة صحيًا على تكرار الحمل، وفى نفس الوقت هى تُقدِر شعور زوجها ورغبته فى إنجاب الذكر ولا تستطيع أن تحرمه منه، لكنها حمدت الله على نعمته التى أنعم بها عليها، ألا وهى بناتها "هبة ومنة" وأخذت تدعو الله أن يحفظهما ويبارك لها فيهما ويعوضها بهما عن الزوج الذى تركها وعن الولد الذى لم يكن لها نصيبًا فى إنجابه، ووعدها محمد بالبقاء معها وعدم التخلي عنها لشدة حبه لها حتى بعد زواجه من غيرها.


وبالفعل تزوج محمد من شقيقة صديقه "سماح"، والتى كانت تعلم أن له زوجة وابنتان صغيرتان، لكنها كانت تعلم أيضاً مقدار الثروة التى يملكها محمد ويتمتع بها من ميراثه عن والده رحمه الله، وقام محمد بتقسيم الأيام والليالي بين زوجتيه بالعدل.


وسرعان ما حملت سماح وجاءت لحظة الميلاد، وجاءت البُشرى بالمولود الذكر مصحوبة بالزغاريد التى ملأت البيت، فرح محمد فرحًا شديدًا وأطلق إسم والده "عبدالله" على المولود كعادة أهل الصعيد، وانطلقت أصوات الزغاريد والطلقات النيرانية من بيت محمد وسماح لتملأ القرية بالفرحة،  وفاطمة يعتصر قلبها لما تسمع وترى، والذى لم تراه لحظة ميلاد إبنتيها، وحمدت ربها ورضت بما قسم الله لها، وهى تبعث فى نفسها الصبر وتواسيها بأن هذا الولد أخًا لبناتها الصغيرات ولعله يكون سندًا لهما فى الحياة.


وبعد مرور عامٍ ونصف تقريباً حملت سماح للمرة الثانية، وشاء الرحمن وأنجبت مولودًا ذكرًا لتزداد فرحة محمد، وتطلب منه سماح هذه المرة أن يُطلِق فاطمة، بحجة أن أولادها الذين كان يتمناهما أولى بالوقت الذى يقضيه مع فاطمة، وفى لحظة ضعف من محمد ودون تفكير فى فاطمة وبناتها، نسي الحب والعِشرة وطلق فاطمة حبيبته وزوجته وأم بناته، تنهار فاطمة وتمرض لهوانها على زوجها، وهل يكون الطلاق هو جزاؤها لمجرد إنجابها البنات.


  • جرحٌ عميق وفراق

يعلم الشيخ مصطفى أخو فاطمة بما حدث لها، فيسافر من القاهرة إلى الصعيد ليُضمد جراحها، وليقنعها بالسفر معه ببناتها إلى القاهرة، لتعيش فى كنفه فى سكن مجاور له قد أعده لها، حيث لم يعُد هناك سببًا أو داعيًا لبقائها وحدها، وخاصة أن والديهما قد توفاهما الله منذ سنوات.


تنتقل فاطمة وبناتها برفقة الشيخ مصطفى إلى القاهرة، لتعيش بجواره وتحت رعايته، وتشارك زوجة أخيها فى إنشاء مصنع صغير لملابس الأطفال لتُشغل وقت فراغها.


  • تربية فاطمة لبناتها

وتمر الأيام والسنون وفاطمة تربي وتعلم بناتها على الأخلاق الحميدة، ويُشاركها الشيخ مصطفى فى ترسيخ مبادئ الإسلام السامية فى نفوس الصغيرات، وأملها أن تستطيع بعون الله أن تسلحهما بسلاح العلم كي يصبحوا أقوياء و يعتمدون على أنفسهم، وتهذبهما بأخلاق الدين الإسلامي الرفيعة لتفخر بأنها أنجبت بناتًا صالحات.


وتنجح فاطمة وزوجة أخيها فى عملهما، وتحيا مع أسرة أخيها حياة كريمة، وتنقطع أخبار فاطمة وبناتها عن الصعيد ومن فيه، وفى المقابل يعيش محمد فرحته بولديه عبد الله وعُمر وزوجته سماح، ولا يحاول البحث عن فاطمة وبناتها.


نشأت "هبة" و"منة" وترعرعوا مع فاطمة وأسرة خالهما شيخ الأزهر الفاضل نشأة كريمة وعزيزة، تربوا على حُسن الخُلق وكمال الأدب وتعاليم الدين، فحفظت كلاً منهما القرآن الكريم مثل أبناء خالهما "على وعائشة" منذ الصغر، وكانتا من الطالبات المتفوقات فى دراستهما طوال مراحل الدراسة.


وأتمت "هبة" دراستها للطب البشري وعملت طبيبة فى مستشفى القصر العيني، وتمت خطبتها للدكتور أحمد عبد الحميد زميل الدراسة وابن أستاذها فى نفس الوقت.

أما "منة" فقد درست الهندسة وأصبحت مهندسة وعملت فى شركة مقاولات كبيرة.


  • تدليل محمد وسماح لأبنائهما

استمرت فرحة محمد بإنجاب الذكور، مما كان السبب فى سوء تربيته لهما وخاصة عبدالله الذى نال كمًا هائلًا من تدليل أمه له، إلى جانب البذخ وإسراف المال الزائد من جهة والده، وكأن مفهوم محمد إن إبنه عبدالله قد حقق إنجازًا كبيرًا فى حياته بكونه ذكرًا، ولا حاجة له بعد ذلك لفعل أي شئ نافع سوى أن يصبح رجلًا، مما ساعد على إلتفاف رفقاء السوء حول عبد الله، حتى إنه لم يُفلح فى دراسته ولم يُتمها، كان دائم الخروج والسهر مع أصحابه حتى أدمن شُرب الخمر.


مرضت سماح و ماتت وتركت أولادها فى سن الشباب لأبيهما، ووجد محمد نفسه بدون زوجة كما إن إبنه الكبير عبد الله لا يستطيع الإعتماد عليه فى فعل شيئٍ أو أن يسند إليه أمرًا، حيث إنه يقضي معظم الوقت خارج البيت، ولم يتعود على تحمل المسؤولية، ولم يجد حوله سوى إبنه عُمر الذى لم ينال من التدليل من أمه مثلما نال عبد الله، فهو يختلف عن أخيه إختلافًا واضحًا فهو ناجح فى دراسته، ويمتاز بحُسن خلقه وتواضعه وحبه للناس البسطاء فى قريته، كما إنه كان غير راضٍ عن تدليل أبويه لأخيه الأكبر، وكان دائم العزلة عن أفراد أسرته.


  • صدمة شديدة

خرج عبد الله فى يوم من الأيام كعادته برفقة أصحابه، وتأخر الوقت ولم يرجع، ظل والده فى قلقٍ شديدٍ طيلة الليل، حتى أن آتاه إتصال عبر الهاتف المحمول، ليسمع خبر موت ولده عبد الله فى حادث بسيارته، حيث كان مخمورًا وقاد السيارة وهو ليس فى وعيه.


تلقى محمد الخبر وخرّ ساقطًا على الأرض، ولم يحتمل الصدمة وأصيب بجلطة أفقدته القدرة على الكلام والحركة، ولم تتحسن حالته الصحية بسرعة، ونصح طبيبه المُعالج بنقله إلى مستشفى القصر العيني، ليتم علاجه تحت إشراف الأستاذ الدكتور عبد الحميد الشرقاوي أستاذه الجامعي الكبير.


جاء عُمر ووالده إلى مستشفى القصر العيني بالقاهرة، ويشرف الأستاذ الجامعي الكبير على علاج محمد، ثم يُسند حالته داخل المستشفى لإبنه الدكتور أحمد عبد الحميد والدكتورة هبة خطيبته.


  • لقاء الأهل وجمع الشمل 

ترى الدكتورة هبة ملامح وجه والدها التى لم تغب عن ذهنها مُنذ الصغر، وتُسرع لتتأكد من هوية المريض وتتيقن إنه "محمد عبد الله الدهشان"، وتعلم أنها أمام والدها الذى حُرمت من رؤيته مُنذ زمنٍ بعيد، تقف هبة وتطول لحظات دهشتها، ويستوقفها نداء خطيبها أحمد قائلًا: فيما تسرحين بخيالك هكذا؟، ويُفاجئ بإجابة هبة بأن المريض يكون والدها.


تعود هبة إلى بيتها وتخبر الجميع بما حدث معها، وهى غير قادرة على وصف مشاعرها المتضاربة بداخلها، فهى سعيدة لرؤية والدها وأخيها عُمر بعد طول الغياب مع الشوق إليهما، ويختلط هذا الشعور بالأسى والحزن الكامن بداخلها لبُعد والدها عنهم طوال السنوات الماضية، مع إسترجاع كثير من ذكرياتها الجميلة فى الطفولة مع أسرتها وفى بيتهم وفى حديقتهم الجميلة، مع التساؤل: لما كل هذا الفراق بلا سبب واضح؟.


سمعت فاطمة كلام إبنتها وجلست على مقعدها دون تعليق، وكأن الزمن عاد بها إلى الوراء عشرون عامًا، ويتمتم الشيخ مصطفى: سبحان الله.. صحيح الدنيا صغيرة.


ثم قالت منة لأختها والدموع تفيض من عينيها: كيف عرفتيه يا هبة؟، إني أظن إن رأيته لن أعرفه، واستطردت قائلة: نفسي أراه فأنا لا أتذكر ملامحه مثلك، فهل أستطيع رؤيته يا هبة؟.


صمت الجميع مُتأثرين بكلام منة، أخذت هبة أختها بين أحضانها وأخذتا تبكيان بشدة.

قال الشيخ مصطفى: سنذهب جميعًا غداً باكر لزيارته فى المستشفى، فزيارة المريض واجبة، كما أنه من حق منة رؤية والدها مهما كانت الظروف.


قالت فاطمة وسط بُكائها: لن أستطيع!، ربما تكون زوجته موجودة ولا أعلم ماذا سيكون رد فعلها عند رؤيتي؟، اذهبوا أنتما مع خالكما، أنتما بناته وليس من حق أحد أن يحرمكم من رؤيته فى مرضه.


وفى صباح اليوم التالي ذهب الشيخ مصطفى ومنة مع هبة إلى المستشفى، ووجدوا عُمر بجوار حجرة أبيه بصُحبة عمته وزوجها وبعض الأقارب، وقبل أن تقوم هبة بتقديم خالها لهم، إذا بعمة عُمر وزوجها وأقاربهم يسلمون على الشيخ مصطفى، وينظر عُمر لهم نظرة تعجب لتلك المعرفة، ويقول الشيخ مصطفى: ألف سلامة على محمد ربنا يشفيه ويعافيه، و يستأذن لدخول حجرة محمد لزيارته بصُحبة بناته الدكتورة هبة والمهندسة منة.


فتُسلم العمة على بنات أخيها وتأخذهما بين أحضانها وهى تبكي، وتقول ما شاء الله اللهم بارك، نعم التربية يا فاطمة والله عرفتي تربي وربنا عوض صبرك خيراً.

وتتقدم منة خطوات وتقول: إزيك يا عُمر، كنت أتمنى أن أراك يا أخي، فيبتسم لها عُمر قائلًا: وأنا سعدت جداً بأن يكون لي أخوات مثلكما.


وتتحسن حالة محمد الصحية شيئًا فشيئ، ويخرج من المستشفى بصُحبة عُمر وهبة ومنة والشيخ مصطفى، لشقة مُجهزة ومُعدة لضيافته فى منزل الشيخ مصطفى وفاطمة، ليستكمل علاجه على أيدي إبنته هبة وخطيبها ووالده.


ويسعد قلب محمد بإجتماعه ببناته وفاطمة مرة أخرى، ليعلم أن بنتًا صالحة خيرٌ من إبنٍ ضالٍ وفاشلٍ، ويتأكد أن الله يقدر الخير دائمًا لعباده  ويرزقهم الخير، أما الشر فهو بأنفس العباد بإستقبالهم قضاء الله وقدره، وشاء الله أن يجمع شمل محمد وفاطمة مرة أخرى، ومعهم إبنتيهما وأخيهما عُمر.


يقول الله تبارك وتعالى فى القرآن الكريم:{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} {الكهف : 46} .


المال والبنون زينة الحياة الدنيا، فالمال والبنون جمال وقوة  فى هذه  الدنيا الزائلة الفانية، بالمال يتجمل الإنسان ويقضي حوائجه وينتفع به، و بالبنين يزداد قوة، أما بالأعمال الصالحات فينال الإنسان ما يرجو من الثواب عند ربه، فينال بها فى الآخرة ما كان يأمله فى الدنيا.

إذا كان المال والبنون زينة الحياة الدنيا كما قال الله عز وجل، فلماذا أيها الإنسان تقضي حياتك الدنيا فى جمع الأموال و إنجاب البنين وتنسى الباقيات الصالحات؟ وربما يكون المال سببًا فى ضياع البنين، كما رأينا فى هذه القصة. 

 

 

 

 

 

 


تعليقات

التنقل السريع