القائمة الرئيسية

الصفحات

فضل شهر رمضان المبارك



فضل شهر رمضان المبارك 


شهر رمضان هو شهر كريم ومبارك، جعل الله صيامه فرضاً، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، يچود الله تعالى فيه على عباده بالخير واليُمن والبركات والكرامات، كما يچود عليهم بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، يتسابق المؤمنون فيه إلى فعل الخيرات والمبادرة إلى الطاعات.


يجتمع فى شهر رمضان للمؤمنين من الطاعات، الصيام والقيام والصدقة وطيب الكلام، وينتهي فيه الصائمون عن اللغو والرفث، فتزداد الحسنات وتُكفر السيئات، وتوجب فى آخر شهر رمضان زكاة الفطر تطهيراً للصائمين من اللغو والرفث.


شهر رمضان رحمة ومغفرة وعتق من النار:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إِذا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَت أَبْوَابُ النَّارِ، وصُفِّدتِ الشياطِينُ ". 

يفتح الله لعباده أبواب رحمته، ويفتح لهم الكثير من الطاعات فى هذا الشهر، كالصيام والقيام، وفعل الخيرات والصدقات، وإخراج الزكاة، وإطعام المساكين، وإفطار الصائمين .....وغيرها الكثير من الطاعات التى هى أسباب لدخول الجنة، ويُصفد الله تعالى الشياطين ويُقيدها، ليُعين المؤمنين على إجتناب المعاصي والمحرمات، وحفظ الصيام عن ما حرمه الله عليهم من الأوزار والآثام، فيقل تعرضهم لنار جهنم لأن الشياطين مصدراً للذنوب والمعاصي، ولكن على المؤمنين تعويد أنفسهم على الطاعات وعدم اتباع أهوائهم، فإن اتباع النفس والهوى أيضاً مصدراً للذنوب والمعاصي.


نزول القرآن الكريم فى شهر رمضان:-

يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: 

{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (البقرة : 185)

 اختص الله تعالى شهر رمضان بنزول القرآن الكريم فيه على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى بدء بعثته فى ليلة القدر، ويكثر إهتمام المؤمنين فيه بقراءة القرآن وتدبره وتدارسه، إغتناماً للزمان والفوز بالأجر والثواب المضاعف، فالقرآن نورٌ يضئ القلوب.


ليلة القدر خير من ألف شهر:-

{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)} (القدر : 1-5) 

ليلةُ القدرِ ليلةٌ مُباركة ومُميزة، فضل العبادة فيها خيرٌ من ألفِ شهرٍ ليس فيها ليلة قدر، يكثر نزول الملائكة وجبريل عليه السلام فى تلك الليلة بإذن ربهم، فينزلون بكل أمر قضاه الله فى تلك السنة من أرزاق العباد وآجالهم فى السنة المقبلة، ففيها يقدر الله تعالى مقادير الخلائق على مدار العام، ويكتب فيها الأحياء والأموات، والسعداء والأشقياء، والناجون والهالكون،  وهى ليلة سالمة وآمنة كلها لا شر فيها ولا أذى إلى مطلع الفجر، يلتمس المؤمنون ليلة القدر فى العشر الآواخر من رمضان وبخاصة فى الليالي الوتر منها، ويُكثرون فيها من  الدعاء والإستغفار والصلاة وقراءة القرآن.


روي عن عائشة رضي  الله عنها في صحيح البخاري:  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- "تَحرّوْا لَيْلةَ القَدْرِ في الوتْرِ مِنَ العَشْرِ الأَواخِرِ منْ رمَضَانَ".


عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ ".


ودعاء هذه الليلة ما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت، " قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أى ليلة القدر، ما أقول فيها؟  قال:  قولي:  اللهم إنك عفوٌ تحب العفو، فاعف عني ".


ثواب العُمرة فى شهر رمضان:-

يحرص الكثير على أداء العمرة فى شهر رمضان الكريم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "أن العمرة فى رمضان تعدل حجة معي" ، ويؤكد العلماء أنه ليس المقصود إنها تُسقط الفرض أو تُجزي عن حج الفرض، لكنها تعدل الحج فى الأجر والثواب.


أهم العبادات الخاصة بشهر رمضان:-

*صلاة التراويح

قيام ليالي شهر رمضان الكريم سُنة، ولم يُحدد الرسول عليه الصلاة والسلام عدداً معيناً لركعات القيام، فلا حرج فى عدد الركعات سواء إن كانت   11 , 13 , 23 , أو أقل أو أكثر، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام قد داوم على إحدى عشرة ركعة مع الطمأنينة فى القيام والركوع والسجود، وتؤدى صلاة التراويح بقلبٍ خاشعٍ وصدقٍ وإخلاص، مع إجتناب الرياء.


*الإعتكاف

الإعتكاف سُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم،  والإعتكاف يعني جمع القلب على الله بالخلوة مع خلو المعدة والإقبال على الله، والتنعم بذكره والإعراض عما عداه، كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعتكف فى العشر الأواخر من رمضان، حتى توفاه الله.


فوائد الصيام:-

1. تطهير النفس وتزكيتها من سوء الخصال كالكِبر والبُخل، وتعويدها على الأخلاق الحميدة كالصبر والچود والطهارة والعفاف، فالصائم يتحمل مشقة الجوع والعطش، فيشعر بما يشعر به الفقراء والمحتاجين، مما يجعله يُكثر من الصدقات وإطعام المساكين، فيكون الصيام بذلك تشجيعاً للناس على إخراج الزكاة والصدقات.


2. مجاهدة النفس فيما يُرضي الله تعالى ويُقرب إليه، بالإكثار من فعل الطاعات والصدقات، والإبتعاد عن ما يُغضب الله كالتهاون بأداء الصلاة والبُخل بالزكاة وقطيعة الرحم والكذب والغيبة.


3. الصيام يُكسب البدن صحة وقوة، حيث أن الإفراط فى تناول الطعام يُعد سبباً فى التكاسل وثقل الجسم عن القيام بأعماله وأداء العبادات.


4. التخلص من أمراض القلوب وعلاجها، فيتخلص الأغنياء من بُخلهم وحرصهم على أموالهم، ويُسارعون إلى الإحسان ومساعدة المحتاجين، ويتخلص الفقراء من الغِل والحسد والحِقد على الأغنياء، مما ينشر المحبة والسلام بين الناس.


5. تلاوة القرآن والإستماع إليه تبعث الطمأنينة فى القلوب، كذلك البُعد عن سماع الموسيقى والأغاني أثناء الصيام، فهى من أعظم الأسباب فى صد العبد عن ذِكر الله وعن الصلاة وسماع القرآن.


6. فى الصيام إنتصارٌ للعبد على النفس والهوى والشيطان، فيُكثر العبد من أداء الطاعات وإجتناب المعاصي ليغتنم الوقت فى جمع الحسنات والفوز بالمغفرة.


7. الصيام يُعلم العبد السيطرة على شهواته، والتحكم فى رغباته الجسدية وإمتلاك زمام نفسه، حتى عن ما أحله الله له كالأكل والشرب والجماع.


8. الصيام فيه وقاية من النار، فالصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة.


9. إنتشار الأجواء الإيمانية فى شهر رمضان، تساعد على سمو الأرواح وإستعداد الأنفس لآداء الطاعات، والإخلاص فى العبادات، والإقلاع عن المعاصي.


10. الصيام عبادة سرية بين العبد وربه، لا يعلم صدقها إلا الله سبحانه وتعالى، بمقدور العبد الإفطار مع التظاهر بالصيام أمام الناس، فإذا صدق العبد فى علاقته بربه وأخلص فى صيامه، يكون بذلك أخلص فى عبادته لله وتخلص من النفاق والرياء، وللصائم دعوة وقت إفطاره لا تُرد، فهو شهر تُجاب فيه الدعوات وتُرفع فيه الدرجات وتُغفر فيه السيئات.


كيف يستعد العبد لإستقبال شهر رمضان؟

1- إخلاص النية وعقد العزم على إستغلال الأوقات المباركة فى آداء الطاعات وخالص العبادات، وتجنب المعاصي والذنوب.


2- الإستعداد بصيام أيام من شهري رجب وشعبان، لتعويد النفس على الصيام وكذلك القيام وقراءة القرآن.


3- وضع خطة لتنظيم الوقت، بالإبتعاد عن اللهو، وإستغلال معظم الوقت فى الدعاء والتضرع والحمد والشكر، والصلاة والقيام والتلاوة، للفوز بكامل الأجر والثواب العظيم، فيقوم العبد بشراء كافة مستلزماته من المأكل والمشرب والملبس، قبل حلول الشهر الكريم، حتى لايُضيع وقته فى مثل هذه المتطلبات.


4- المُسارعة بالتوبة الصادقة والإقلاع عن المعاصي، فيتوب العبد إلى ربه عن ذنوبه ولا يعود إليها، ويرد الحقوق والأمانات إلى العباد، فيُنقي نفسه ويُطهرها ويُخلصها من شوائب الذنوب، ليقبل عليه شهر رمضان فيُزيده طمأنينة وسلامة قلب وراحة نفسية  تُعينه على آداء الطاعات.


5-  المشاركة فى بعض الأعمال التطوعية، مثل: مساعدة الفقراء وإدخال السرور والبهجة على نفوس الأيتام، توزيع بعض الملابس على الأطفال فى دور الأيتام، المساهمة فى تزويج الفتايات الفقيرات غير القادرات أو اليتيمات، الإهتمام بنظافة شوارع بلدتك وتزيين المنزل أو الشارع أو زرع بعض الأشجار، والمشاركة فى إعداد موائد الرحمن لعابري السبيل والفقراء رغبة فى الفوز بثواب إفطار الصائم.


5- طباعة بعض الأذكار والأدعية المأثورة، وتوزيعها على الناس عند دخولهم أو خروجهم من المساجد، لنيل الثواب مع من يقرأها أو يحفظها.

6- المحافظة على صلة الرحم من أجل نيل الثواب العظيم، بالسؤال عن ذوي القربى أو دعوتهم للإفطار أو مساعدة المحتاجين منهم.


تعليقات

التنقل السريع