القائمة الرئيسية

الصفحات


فن التواصل مع الآخر



فن التواصل مع الآخر


معنى التواصل :-

التواصل هو حالة من الفهم المُتبادل بين شخصين أو كيانين، يُعد أحدهما مُرسِلاً والآخر مُستقبِلاً مع تبادل الأدوار من حيث الإرسال والإستقبال من وقتٍ لآخر، وهو عملية يتم فيها تبادل المعلومات والخبرات، كما يتم فيها التعبير عن المشاعر والآراء والأفكار، وذلك من خلال الحوار بالكلام أو الكتابة أو غيرهما، ويُعد التواصل طريقًا لتكوين علاقات وصداقات وأحيانًا عداوات، ويُساعد التواصل على تطوير الذات وإنجاز الأعمال والإستمتاع بالوقت، ولذلك فإن الشخص الناجح فى تواصله مع الناس يكون عادًة ناجحًا فى العمل والحياة بشكلٍ عام.




ما هى مهارات التواصل؟ 

مهارات التواصل تعني القدرات التى نستخدمها عند تقديم أو تلقي ( إرسال أو إستقبال) مختلف المعلومات مثل : توصيل أفكار أو مشاعر للغير أو التعبير عن ما بداخلنا أو ما يدور حولنا، وتختلف بإختلاف وسيلة التواصل من حيث الصعوبة والسهولة أو من حيث الفعالية والجودة. 


وهى القدرة على :-

- التعبير عن النفس بكفاءة ووضوح. 

- إستقبال الآخر بشكل عميق وحقيقي. 

- الوصول إلى نتائج مُرضية مع الإبقاء على الاحترام المتبادل. 




إستقبال الآخر:-

إن المهارة الأساسية التى تساعدنا على إستقبال الآخر بشكل عميق وحقيقي هى مهارة الإستماع وحُسن الإنصات، كلنا قد تُعلمنا منذ الصغر الحديث مع الغير، للتعبير عن ما بداخلنا وما يدور في أنفسنا أو حتى للتعبير عن إحتياجاتنا،  ولكن قليل منا الذى تعلم فن الإنصات والإستماع للغير.  


ينقسم الإستماع إلى خمس مستويات:-

1. المُتجاهل: أقل مستويات الإستماع  هو المُستمع المُتجاهل الذى يظهر عليه عدم الإنصات للحديث مُطلقًا، مما يتسبب فى شعور الآخر بعدم الإحترام والتقدير والإهتمام.


3. الإنتقائي: وهو الغير مُهتم، إلا إذا جاء جزء من الحديث يُثير فضوله أو يمس مصلحته الشخصية، حينها يختلف فى تفاعله مع الحديث، وهذا الأسلوب يعكس عدم الإهتمام مما يبُث كمًا هائلًا من الطاقة السلبية لدى الطرف الآخر .

 

2. المُتظاهر: وهو الذى لا يسمع ولا يهتم ولكنه يتظاهر بالإنصات، ويظل يُردد كلمات: حقًا – نعم نعم – صحيح – ممكن.... مع بعض الإيماءات ولغة الجسد، دون الإلمام بلُب الموضوع.

 

4. المُنتبه: وهو الذى يستمع بتركيز، ولكنه يستمع إلى الحديث بنية الرد والسيطرة والتلاعب لا لفهم الحديث الحقيقي كما يشعر به المُتحدث.


5. المُتعاطف: وهو الذى يستمع وينصت جيدًا إلى الكلام وينظر إلى المشاعر ويهتم بلغة الجسد، فهو يستمع بأُذُنيه وعينيه وقلبه، ويكون بذلك استمع إلى الكلام والسلوك والمشاعر وتفاعل مع كل هذا بدماغه وتأثر به بقلبه، ومن هنا يصل الحوار إلى نتائج رائعة ذات قيمة. 



طرق التواصل :-

- التواصل المباشر مع الآخرين وجهًا لوجه :

وقد يكون التواصل المباشر أشد أشكال التواصل صعوبة من حيث التعبير عن ما بداخلنا وما يدور حولنا، ولكنه مفيد وصحي نفسيًا حيث أن التفاعل وجهًا لوجه وقضاء بعض الوقت مع الأسرة أو الأصدقاء يخفف من أعراض الإكتئاب، ويُقلل الضغط النفسي والعصبي، ويقضي على الشعور بالوحدة والعزلة، ويُعزز الثقة بالنفس عند القيام بنشاطات إجتماعية مع الآخرين.


- التواصل بالقراءة والكتابة :

نتعلم منذ الصغر القراءة والكتابة، وربما بعضنا يمتلك موهبة التعبير عن ما فى نفسه بالكتابة، وأحيانًا يمتلك البعض موهبة كتابة القصص والروايات والمقالات التى تُمتع القارئ، فالقراءة والكتابة هى الأساس اللازم لتطور المجتمعات فكريًا وعلميًا، ولا شك أن للقراءة فوائد كثيرة فى تغذية العقل والروح وتنمية المهارات، إلى أن أصبح التواصل بالقراءة والكتابة عبر الإنترنت، وسرقت وسائل التواصل الإجتماعي القارئ من أوراقه إلى شاشات الأجهزة الذكية الحديثة.

 

-التواصل الإجتماعي عبر الإنترنت :

أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي عبر الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المتصلة بالإنترنت تُتيح لكل شخص منا وبكل سهولة طرح أفكاره وآراءه الخاصة وتبادلها مع الآخرين، كما تسمح له بمناقشة القضايا الإجتماعية والسياسية.

 

ويُعد إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي وسيلة لقضاء وقتٍ ممتع ومُسلي للشخص أثناء إسترخائه في المنزل أو حتى خلال الإستراحات أثناء العمل، ومشاركته للآخرين الأخبار والأحداث الحياتية، مما يُساعده على التفاعل معهم دون الحاجة لمقابلتهم، كما تُتيح نقل المعلومات وتبادل الخبرات وإرسال البيانات الشخصية والسيرة الذاتية، وربما الحصول على وظيفةٍ أو عملٍ مناسب. 




كيف يكون التواصل ناجحاً؟ 

- يعتبر الإنصات الحقيقي من فنون التواصل الناجحة، بمعنى أن تكون فضولياً ومُستفهِمًا أكثر من قاطعًا. 


- قدِر ذاتك وقدِر الآخر، بمعنى أنا أستحق وأنت تستحق، فلابد من إعطاء الآخر الحرية الكافية للتعبير عن ما بنفسه، دون سيطرة الأنانية على الحوار. 


- لا تستمر في سرد عيوب الآخر وإظهار صورة مشوهة له حتى ولو كانت هذه العيوب حقيقية، لأن ذلك يعكس سلوكًا خاطئًا للتواصل. 


- استثمر فى الرصيد العاطفي مع الآخرين، بمعنى أن تفهم المشاعر والدوافع بعمق لا بسطحية، وتذكر أن الإحتياج الأعمق هو الإحتياج للتقدير. 


- من أسباب نجاح التواصل عذوبة اللسان والحديث الجميل المصحوب بكلماتٍ رقيقة فى الحوار دون مقاطعة الطرف الآخر والإعتراض على حديثه. 


- من أصعب أنماط التواصل، التواصل بين الأجيال ولذلك اهتم بمن يتحدث إليك حتى ولو كان صغيرًا فى السن، حتى لا يشعر الطفل مثلًا بعدم الإهتمام أو تقليل الشأن، معتمدًا فى ذلك على المزاح والملاطفة والصبر والتشجيع، ليستطيع الطفل التعبير عن نفسه دون أن تنتابه حالة نفسية سيئة. 


- وفى نفس الوقت الذى تتواصل فيه مع أبنائك بمبدأ إحساسك بالمسئولية تجاههم ومسايرة حياتهم السريعة المتجددة ومواكبة عصرهم الحالي، سوف تتواصل مع والديك بمبدأ الإحترام والبر والولاء لهما وأن تشعرهما دومًا بكونهما الأصل الذى تستمد منه الخبرة والطاقة.


ومما لا شك فيه أن نجاح عملية التواصل قد يُساعد كثيرًا فى تطوير الذات واكتساب الخبرات الجديدة فى الحياة، ويُسهم فى تكوين علاقات إجتماعية ناجحة ومُثمرة، كما أنه يُسهل ويُطور عمليات التعليم والتدريب فى شتى المجالات، ويُساعد على إنجاز الأعمال وزيادة الإنتاج. 

تعليقات

التنقل السريع