القائمة الرئيسية

الصفحات

البطة السوداء.. قصة للأطفال

 

 

البطة السوداء.. قصة للأطفال


خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ليُعمر الأرض، والكون يحتاج إلى تعاون الناس

 ليقوموا بالتعمير، ولقد خلقنا الله مختلفين في اللون والشكل والطباع ليكمل بعضنا البعض، ولكلٍ منا دورٌ مختلف في الحياة يؤديه حتى يحدث التوازن والتكامل في المجتمع.


ومما لا شك فيه أن الإنسان لا يستطيع العيش في هذه الحياة  منفرداً، ولكنه دوماً بحاجة إلى الآخر ليساعده في حياته، فلكل إنسانٍ دوره في الحياة الذي لاغنى عنه مهما كان لون هذا الإنسان أو شكله أو مهنته.


وقصتنا اليوم توضح كيف استطاع العمل الطيب والحب والدور الفعال أن يجعل صاحبه محبوباً وفعالاً وسط الجماعة، وكيف حول التعاون الحزن إلى سعادة، والتنافر والإختلاف إلى حب وإتفاق .


قصة البطة السوداء

يُحكى أن دجاجة جميلة بيضاء اللون كانت تسعى في الحقول وتأكل منها ثم تعود إلى عشها، وترقد على بيضها الأبيض الجميل.


وفي يوم من الأيام خرجت الدجاجة من عشها تلعب وتسعى إلى رزقها فى الحقول، وأثناء غيابها هبت رياح قوية فانزلقت بيضة من عُش البطة وسقطت على بيض الدجاجة، وعند عودة الدجاجة إلى عشها وجدت بيضة كبيرة  وسط بيضها، تختلف عن باقي البيض لوناً وحجماً، فتعجبت الدجاجة ولكنها استسلمت للأمر ورقدت على بيضها.


ومرت الأيام وشعرت الدجاجة بالبيض يتحرك تحتها، وبدأ يفقس منه كتاكيت بيضاء اللون وجميلة، ففرحت بهم ولكن ظلت البيضة المختلفة سليمة بضعة أيام ثم فقست، فخرجت منها بطة سوداء اللون، فاندهشت الدجاجة والكتاكيت من رؤيتها.


فرحت البطة السوداء بالدجاجة الأم والكتاكيت الإخوة الصغار، وبدأت تلعب معهم وتتحرك معهم هنا وهناك أينما ذهبوا، لكن الكتاكيت الصغار لم يبادلوا البطة السوداء نفس شعورها ولم يحبوها أو يألفوها، فقد أحسوا بأنها كائن مختلف عنهم ولا يشبههم، فهي تختلف عنهم في اللون والشكل والصوت، وعلى الرغم من ذلك ظلت البطة السوداء تحب الكتاكيت الصغار والدجاجة  وتمشي وراءهم في كل مكان، وظلت الدجاجة الأم ترعى البطة الصغيرة مع صغارها وتعتنى بها رغم إحساسها بنفور الكتاكيت الصغار منها، وتتمنى أن يحبوها مثلما تحبهم.


وذات يومٍ من الأيام خرجت الدجاجة ومعها الكتاكيت والبطة إلى شاطئ النهر لتبحث لهم عن طعام، فكانت الدجاجة تنقر الأرض بمنقارها فيخرج من أرض الشاطئ دوداً صغيراً تلتقطه الكتاكيت لتأكل وتشبع، ثم احتاجت الكتاكيت لشرب الماء فذهبت الكتاكيت واقتربت من ماء النهر وبدأت الشرب منه، فسقط أحد الكتاكيت في النهر وانزلقت رجليه وغاص في النهر وأخذ يصرخ.. أغيثوني .. أغيثوني.


وقفت الدجاجة والكتاكيت على حافة النهر وهم خائفين على حياة الكتكوت الصغير ولم يستطيعوا مساعدته، وذلك لأن الدجاجة والكتاكيت لا يستطيعون السباحة في الماء، فوقفوا ولم يتحركوا من مكانهم وهم يصرخون ويطلبون النجدة ممن حولهم، فجرت البطة السوداء وقفزت في النهر وغاصت أسفل الكتكوت، ثم رفعت الكتكوت الصغير وحملته فوق ظهرها وعامت به وخرجت من النهر، ووضعته على الرمال تحت أشعة الشمس وسط إخوته وأمه وهم سعداء جداً ويصيحون فرحين بعودة الصغير إليهم.


ومنذ ذلك اليوم شعرت الدجاجة والكتاكيت بحب البطة السوداء وأصبحوا لا يستطيعون الاستغناء عنها وبادلوها نفس شعورها الجميل.


علمت الكتاكيت أن الحب والوفاء والإخلاص والترابط والتعاون بين المخلوقات أهم بكثير من إختلاف اللون والشكل، وصارت البطة السوداء واحدة من هذه الأسرة السعيدة المتحابة المترابطة. 

تعليقات

التنقل السريع