أين نقودي؟ .. قصة طريفة عن جزاء الكذب وعاقبته
إن الصدق والكذب صفتان متضادتان؛ فالصدق خُلق حميد والكذب خُلق ذميم.
ولقد أقر
الإسلام الأخلاق الحميدة وحثنا على الصدق، ولقد اتصف رسولنا الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة
والسلام بالصدق ولذا لُقب بالصادق الأمين.
والصدق يعني قول الحقيقة، ويؤدي بصاحبه إلى الجنة، أما الكذب فهو ينافي الحقيقة ويساعد في إنتشار الزور والزيف، ويجُر صاحبه إلى النار.
والإنسان
المؤمن يقول الصدق ويرفض الكذب مهما كانت الظروف والأحوال المحيطة به، فيقول
الحقيقة دون أي تغيير ودون زيادة أو نقصان.
ولذلك يجب تربية الأطفال على قول الصدق واجتناب الكذب حتى ولو كان على سبيل اللعب والمزاح، فالطفل إذا اعتاد الكذب منذ الصغر واستباحه فيتصف بهذا الخُلق الذميم ولا يستطيع التخلص منه بسهولة بعدما يكبر.
وقصتنا
تحكي عن ولد اسمه "زياد" عمره عشر سنوات، وكان له أخت اسمها "نورا"
عمرها سبع سنوات وله أخ اسمه "سيف" خمس سنوات.
كان زياد يعتاد
الكذب ويروي لإخوته وأصدقائه روايات كاذبة وقصص ليس لها أساس من الصحة كل يوم،
وكان والده يعاقبه على هذه الأقوال والأفعال ولكنه كان مستمراً في قول الكذب على
سبيل المزاح والضحك.
وكان والده
يقول له دوماً إن الصدق نجاة والكذب هلاك؛ فلا تكذب يابني حتى لا تهلك، ولكن للأسف
كان زياد يستهين بكلام والده، وكان يشعر دائماً أن والده يبالغ القول.
وذات ليلة
جلس زياد مع إخوته يتسامرون معاً، وأخذ زياد يروي لهم بعض الروايات الكاذبة كعادته،
فأخبرهم بأنه يمتلك نقوداً كثيرة وإنه بإمكانه زراعتها لتنمو وتصبح ثروة كبيرة ولم
يصدقاه الصغيران.
فأحضر
إليهما حصالته الخاصة التي يدخر فيها النقود ليشاهدا ما بها من عملات.
فقالت نورا:
إنها عملات معدنية براقة وجميلة، وقال سيف: لقد أعجبتني فأنا أريد مثلها.
فضحك زياد وقال
لهما: بعدما أزرعها في الأرض وأرويها بالماء، تنبت لنا شجراً، ويثمر هذا الشجر عملاتً كثيرة، وحينئذ سوف نجمع كل هذه العملات ونصبح أثرياء.
فرح الصغيران وصدقا أكذوبة زياد، وباتا يحلمان بالثروة.
وفي اليوم التالي بحث زياد عن حصالة النقود فوجدها فارغة تماماً ولا يوجد بها أية عملات، فصاح زياد بصوتٍ عال: أين عملاتي.. أين نقودي؟
فأجاباه
سيف ونورا بكل بساطة: لقد زرعنا لك كل العملات الموجودة في حصالتك، كي تثمر شجراً ونجمع منه عملات كثيرة أضعاف عملاتك لنصبح من الأثرياء كما أخبرتنا.
قال زياد في غضبٍ وثورة: أين زرعتم هذه العملات؟
فقال سيف ونورا: لقد زرعناها في حديقة المنزل هنا وهناك، كي تمتلئ الحديقة بأشجار
العملات الجميلة، وروينا أرض الحديقة بالماء.
ضحك الأب عندما سمع كلام الصغيرين، وقال لزياد: لقد نلت جزاء كذبك وضاعت عملاتك هباءاً.
فقال زياد: وكيف أعوض عملاتي يا أبي؟
قال الأب
مستهزئاً به: سوف تعوضها عندما تجمع المحصول .
فحزن زياد
وأدرك أنه حصد بالفعل ثمرة كذبه.
تعليقات
إرسال تعليق