القائمة الرئيسية

الصفحات

 

كنز الأمانة


كنز الأمانة

الأمانة صفة حميدة من مكارم الأخلاق التي حث عليها الإسلام، ويجب أن يتحلى بها كل مسلم إقتداءاً برسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام الذي لقب بالصادق الأمين، فقد أمرنا ديننا أن نحفظ الأمانة ونحافظ على أرواح وممتلكات الغير وأن نرد الأمانات إلى أصحابها، ولا نخون الأمانة أو نضيعها سواء إن كانت لفظية أو مادية أو عينية، فالأمانة هي جوهر الإيمان إذا فقدها المرء فقد جزءاً من إيمانه، بل يجب عليه أن يحفظ السر وأن يصون الأمانة ويردها إلى أهلها .


    وهناك العديد من القصص التي نرويها لأطفالنا تشجيعاً لهم على التحلي بصفة الأمانة ومنها:   

1.   قصة أمانة رجل

2.   قصة أمانة طفل


قصة أمانة رجل

يحكى أنه كان هناك رجل بسيط عائداً من عمله مرهقاً ويشعر بجوعٍ شديد، فمر ببستان فسقطت عليه تفاحة حمراء من إحدى أشجار البستان، فالتقطها وأكلها من شدة جوعه، ثم أخذ يلوم نفسه بعد أن أكلها لأنه شعر بأنه أكل شئ ليس من حقه، وقرر أن يبحث عن صاحب هذا البستان ليستسمحه في أكل التفاحة، فإما ان يسامحه فيها أو أن يدفع له ثمنها.


ظل الرجل يمشي في البستان إلى أن وصل إلى منزلٍ في نهاية البستان يجلس أمامه رجلاً عجوزاً، فسأله عن صاحب البستان وعرف منه إنه هو مالك هذا البستان والمنزل فقص عليه ما حدث.


تعجب صاحب البستان من شدة أمانة الرجل البسيط وإصراره على أن يسامحه في أكل تلك التفاحة حرصاً منه على ألا يكون قد أكل شئ ليس من حقه.


قال صاحب البستان: لن أسامحك في هذه التفاحة إلا بشرط أن تتزوج إبنتي واعلم أنها عمياء وصماء وبكماء وكسيحة لا تتحرك.


تعجب الرجل البسيط من عرض العجوز صاحب البستان وفكر فيه جيداً،  فوجد أنه يفضل الزواج من الإبنة العمياء الصماء البكماء الكسيحة عن عذاب الآخرة، وذلك لأنه يتقي الله ويخشى عقابه.


ثم بعد أن وافق على الزواج من تلك الإبنة أذن له صاحب البستان بدخول المنزل لرؤية إبنته قبل عقد الزواج، فدخل الرجل إلى المنزل فوجد العروس على درجةٍ كبيرةٍ من الجمال والأدب والحياء.


فألقى السلام وأشار إليها، فردت عليه السلام وأشارت إليه، فازداد الرجل عجباً وسأل  والدها عن سبب وصفه إبنته بهذه الأوصاف.


فأجاب الوالد العجوز: إن إبنتي عيناها عمياء عن كل حرام لا ترى إلا الحلال، وهي صماء لا تسمع ما حرمه الله، وهي بكماء لا تنطق إلا بما يرضي الله؛ وهي كسيحة لا تمشي في طريق الحرام، وكنت أتمنى لها زوجاً تقياً مثلك يخشى الله وأئتمنه عليها.

فتزوج هذا الرجل من تلك العروس الجميلة ورُزِق منها الذرية الصالحة.


 

قصة أمانة طفل

كان هناك طفل اسمه مصطفى يبلغ من العمر عشر سنوات، وكان والده موظفاً بسيطاً ويشق عليه أن يعطيه خمسة جنيهاتٍ كمصروف يومي للمدرسة، ولا يستطيع أن يعطيه سوى جنيهين كل يوم.


ذات يومٍ طلب مصطفى من أمه قبل خروجه إلى المدرسة أن يصبح مصروفه خمسة جنيهاتٍ حتى يتمكن من شراء الشيكولاتة التي يحبها.


فقالت الأم: عندما يتحسن وضع والدك في وظيفته ويزيد راتبه إن شاء الله سوف يزيد مصروفك يا بني.


خرج مصطفى من بيته وهو حزينٌ ويتمنى أن يتحسن دخْل والده حتى يزيد مصروفه ويستطيع شراء الشيكولاتة التي يحبها مثل باقي زملائه، وصل مصطفى إلى المدرسة وبينما كان يمشي في حديقة المدرسة وقعت عيناه على نقود في الأرض، فأقترب منها فوجدها خمسة جنيهاتٍ قد وقعت من شخصٍ ما في المدرسة، فأخذها وذهب بها إلى مكتب مدير المدرسة فأذن له المدير بالدخول، وقص عليه الأمر، فأخذ المدير منه النقود وشكره على أمانته، ثم نادى المدير في مكبر الصوت أنه من فقد نقود فليأت إلى مكتب مدير المدرسة ليستلمها، وبالفعل إستلم صاحب النقود الخمسة جنيهات من المدير وشكر مصطفى.


قال المدير لمصطفى: جزاك الله خيراً يا بني على أمانتك، وستجد ثواب عملك في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.


خرج مصطفى من المدرسة وعاد إلى بيته بعد انتهاء اليوم الدراسي، وحكى لأمه ما حدث معه وروى لها كلام المدير، فقالت له أمه: لقد صدق مدير المدرسة يا ولدي، إن الله سبحانه وتعالى هداك لترد الأمانة المفقودة إلى صاحبها ويكافئك بذلك خيراً.


قال مصطفى: وكيف يكافئني يا أمي؟

قالت الأم: بل كافأك حقاً.

قال مصطفى: كيف يا أمي؟

قالت الأم: لقد ترقى والدك اليوم في عمله، وازداد راتبه الشهري، ومن الآن سيكون مصروفك اليومي مبلغ خمس جنيهاتٍ كما كنت تريد، فرح مصطفى كثيراً وحمد الله وشكره على نعمته.

 

 

 

 

تعليقات

التنقل السريع