حوار الحيوانات فى مزرعة جدو على 

أتى المساء وحان وقت راحة الحيوانات فى مزرعة جدو على، وأخذت الحيوانات  تتبادل المزاح والحوار فيما بينهم قبل النوم كعادتهم كل يوم.

الحمار: أنا باشحن رصيد كتير قوى عشان أعرف أتكلم براحتي فى الموبايل، ومع ذلك كل  ما أستخدم الموبايل ألاقي حد فجأة يقولي عفواً لقد نفذ رصيدكم!. 

يضحك الحصان ويقوله: إنت حمار ياحمار! خد بالك من وقتك وإنت بتتكلم وما تنساش نفسك فى الكلام، الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، حافظ على وقتك يا صاحبي وإنجز بسرعة، واستغل وقتك فى حاجة مفيدة دا العمر بيجري.

الحمار: إنت يعني عشان سريع هاتفضل كل شوية تقولي إنجز بسرعة، يا عم انصح نفسك كمان، أنا صحيح بخلص رصيد الموبايل بس إنت كمان بتخلص رصيد البنك، وكل أما تروح تسحب من ماكينة الATM تقولك مفيش رصيد، عمال تصرف وتبعتر فلوسك يمين وشمال ما تحوش شوية وتشيل حاجة للعيال، لكن أنا بقا عملت لعيالي فلوس كتير فى البنك عشان ما يحتاجوش لحد من بعدي، يبقى مين الأشطر بزمتك اللي يحافظ على رصيد الوقت ولا اللي يحافظ على رصيد الفلوس. 

رد عليه العجل وقاله: ونحافظ ليه أصلاً ؟ متع نفسك يا زميلي بحياتك، أنا شخصياً بامتع نفسي بكل حاجة فى حياتي، وباستمتع بكل الأكل اللي بحبه وجدو على متوصي بيّ قوى اليومين دول فى العلف والأكل الجميل، لما بقيت سمين ومكلبظ قوى زي ما انتو شايفين.

الحصان وهو يضحك بصوت عال: ده عشان العيد الكبير يا عبيط، جدو على ناوي يدبحك أضحية ويخلص رصيد عمرك دا اللي إنت قضيته فى الأكل والطفاسة.

العجل اترعب وقاله: إيه ده؟ دا انا لسه ما اتجوزتش وما دخلتش دنيا عشان أخرج 

منها يا ناس!

رد الديك وهو فخور بنفسه: ما أنت اللي ناسي نفسك دا أنا عندي 20  فرخة فى بيتي وعايش فى وسطهم ولا سي السيد.

البقرة وهى تسخر من الديك: لكن فين دورك فى الحياة، هو إنك اتجوزت وخلفت بس؟ دا أنت حتى مابتعرفش عيالك من بعض من كترهم يا مسكين، وفى الأخر مصيرك فى حلة شوربة وشوية ملوخية، يبقى فين إنجازك اللي عملته.

البطة وقد شعرت بأهمية دورها من كلام البقرة: عندك حق يا حبيبتي، الواحد لما يخلف لازم ياخد باله من عياله، دا أنا كل يوم أنزل بيهم الترعة وأعلمهم العوم وصيد السمك، عشان يتحملوا المسئولية وينفعوا نفسهم.

وفى الوقت ده صحي الكلب وبيستعد إنه يقوم لعمله فى حراسة المزرعة أثناء الليل الطويل وأثناء نوم الحيوانات، وسمع  كلام الحيوانات كله وهو ساكت، بص له الحصان وقاله: مالك يا صاحبي ساكت ليه؟ ما تقولنا إيه أهم إنجازاتك.

يرد عليه الكلب: أنا ماعملتش فلوس زي الحمار ولا كونت أسرة كبيرة زي الديك ولا متعت نفسي زي العجل، أنا دايماً بعمل لغيري وأنا راضي وما عملتش حاجة لنفسي فمحصلتي النهائية من غير رصيد.

رد عليه الحصان: يمكن يكون ماعندكش رصيد فى البنك لكن إنت عندك رصيد كبير من الحب فى قلوبنا كلنا.

البقرة: ده حقيقي كلنا بنحبك ومانقدرش نستغنى عنك ومش بس إحنا دا كمان كل الحيوانات اللي فى المزارع اللي حوالينا بتحبك.

العجل: أنا عشت لنفسي طول حياتي وما عملتش حاجة لغيري، لكن إنت عملت العكس إنت دايماً بتساعد إخواتك وأصحابك وجيرانك وبتشاركهم أفراحهم وبتواسيهم فى أحزانهم، يعني دايماً بيلاقوك معاهم فى الكبيرة والصغيرة.

الديك: إنت لو إحتجت أي حاجة هاتلاقينا كلنا جنبك وكلاب الحراسة اللي فى المزارع اللي حوالينا كمان هايكونوا جنبك رداً للجميل اللي بيطوق رقبة كل واحد فينا، لكن يا صديقي ده ما يمنعش إنك  تعمل حاجة لنفسك، "اعمل لدنياك كإنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كإنك تموت غداً ".

يأمر الحمار مراته الحمارة: هاتي شوية مية  وأغسلي ليّ رجليا قبل ما أنام زي كل يوم دا أنا شقيان من الصبح وعايز أرتاح.

ردت الحمارة: معلش يا حبيبي قوم إغسل إنت رجليك أنا قاعدة جنب إبننا عشان عيان.

الحمار: يعني أنا أشتغل وأشقى طول اليوم عشان ترتاحي إنت وولادك ولما أجي البيت كمان ما ارتاحش، إحمدي ربنا إنك قاعدة جنب ولادك ومش بتنزلي تشتغلي زي غيرك.

البطة: إنت لسه ما فهمتش يا حمار إن كل واحد ليه دور فى الحياة لازم يأديه سواء بقا كان جوا البيت أو برا البيت المهم يعمل اللي عليه، وما تستهونش بدور مراتك فى حياتك وحياة ولادك.

ثم وجهت البطة كلامها للحمارة وقالت لها: أوعي تقومي وتعملي اللي قال لك عليه ده وخليكي قاعدة جنب إبنك العيان.

الديك: بطلي تكاكي كتير يا بطة وتحرضي الست على جوزها وتشعللي الدنيا بينهم، سيبيهم يتفاهموا ويتفقوا زي أي زوجين، هو يساعدها شوية وهى تساعده شوية بحب ورضا ويعالجوا الأمور ما بينهم من غير تدخل من حد تاني، عشان يعرفوا يحلوا مشاكلهم من غير ما تكبر.

عزيزي الإنسان إذا كانت الحيوانات فاهمة دورها فى الحياة وبتحاول تؤديه بهذا الشكل، فمن الأولى إن إحنا البني آدمين اللي يكون لنا دور واضح وفعال فى حياتنا وحياة الآخرين، وأدوارنا بتكمل بعض ونساعد بعض بحب وتفاهم، من غير ما نجرح بعض ولا نزعل بعض ولا نتدخل فى حياة بعض ونضايق بعض، ونستمتع بحياتنا ونعمل لدنيتنا ولآخرتنا فى نفس الوقت.