القائمة الرئيسية

الصفحات

مسؤولية الآباء والأمهات في تربية الأبناء



مسئولية الآباء والأمهات في تربية الأبناء

مسؤولية الآباء والأمهات في تربية الأبناء


الأبناء هم أغلى ما في حياتنا، فهم فلذات أكبادنا تمشي على الأرض، وكل إنسانٍ يتمنى أن يُرزق بالأبناء الصالحين، كما يأمل لهم الوصول إلى ما لم يستطع الوصول له في حياته.

 

- الطفل نبتة جميلة ذات جذور صغيرة وطيبة، إذا تربت وترعرت على طاعة الله ثم طاعة الوالدين واحترام الآخر والصلاح، وشربت من العطف والحنان والرحمة ما يكفيها لتنمو على المبادئ والقيم الفاضلة، فلابد أن يخرج من هذه الجذور الطيبة إنساناً صالحاً.

 

- أما إذا فسدت هذه الجذور من قسوة وغلظة الآباء والأمهات وعاشت في مناخ تلوثه رياح الغضب وعدم إحترام الآخر فسوف تشوه هذه العيدان الخضراء وربما تتطاير وتهوي إلى الإنحراف.


• مسؤولية الآباء والأمهات تجاه الأبناء:

التعامل مع الطفل وتربيته ليس بالأمر السهل ، ويجب تقدير هذه المسؤولية الكبيرة ومحاولة إعداد وتأهيل الآباء والأمهات للقيام بهذا الدور العظيم ، وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :- "كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته".


ويبدأ الآباء والأمهات رحلة الإستعداد لتربية الأبناء قبل الإنجاب وربما يكون من الأفضل قبل الزواج، فإعداد الآباء والأمهات لتربية أبنائهم أمرٌ هام للغاية. والأهم من إعداد الأب والأم لتربية الأبناء هو أن يكونا متفاهمين ولديهما الوعي الكافي لتحمل مسؤولية إنتاج أبناء صالحين للمجتمع. 

 

مسؤولية الأب:

تبدأ مسؤولية الرجل باختيار الزوجة الصالحة التي ستكون شريكة حياته وأماً لأبنائه، ترعاهم وتربيهم تربيةً صالحة وسليمة منذ الطفولة.

 

ويظن البعض أن دور الأب يقف عند جلب المال أو الإنفاق على أسرته ولكن الأب يعتبر مصدر الأمن والأمان لأبنائه، ويقوم بحمايتهم وبث الطمأنينة في نفوسهم، وينظر الأبناء للأب على أنه سنداً قوياً لهم في الحياة، فإذا غاب الأب عن أسرته يشعر كل أفراد الأسرة بالقلق والخوف وعدم الأمان. 

كما أنه يمثل لهم القدوة الحسنة التي يقتدي بها الأبناء، فالأبناء يتعلمون عادة من آبائهم ويكتسبون منهم الكثير في كافة التصرفات وطريقة تعاملهم مع الآخرين.

كما يكون الأب فى حياة أبنائه الرادع لهم عن السلوكيات الخاطئة والتصرفات السلبية، ولذلك يُحسن الأبناء تصرفاتهم ويتعاملون بشكل مُهذب ولائق لينالوا رضا الآباء عنهم، ولابد أن يكون ذلك فى نطاق الحب والحنان دون ممارسة العنف والقسوة والضغط الشديد. 

 

مسؤولية الأم:

المرأة هي سند الرجل وشريكة حياته وأم أبنائه، ويبدأ إعدادها كزوجة وأُم منذ نشأتها وتربيتها وتعليمها فكما قال الشاعر:

 

الأم مدرسةٌ إذا أعددتها .... أعددت شعباً طيب الأعراقِ. 

فيجب على الأسرة تربية البنت منذ الصغر على الأخلاق الحميدة، وتُحسن معاملتها وتعليمها، حتى تنشأ ذات شخصية ناضجة ومُتفتحة تستطيع الإعتماد على نفسها وقادرة على تحمل المسؤولية، حيث تؤثر الحالة الصحية والنفسية للمرأة قبل الزواج تأثيراً واضحاً فى تربية أبنائها. 


ثم تبدأ مسؤولية الأم تجاه طفلها فى فترة الحمل، حيث تؤثر في جنينها بإنفعالاتها طوال حملها، فهو يتأثر بحالتها المزاجية والعصبية، كما يتأثر الجنين بأنواع الطعام الذى تتناوله أمه أثناء فترة الحمل، ويتأثر أيضاً بكل ما تسمعه الأم من أصوات سواء كانت هذه الأصوات هادئة أو صاخبة. 

 

 وقد تغفل بعض الأمهات عن أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل، التي تؤثر في نموه وذكائه وتطوره العقلي والجسدي حسب كثير من الدراسات العلمية.


 تؤكد هذه الدراسات على أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل وللأم معاً، حيث تُقرب الرضاعة الطبيعية الطفل من حضن أمه وتشعره بالأمن والحب والحنان، وفي نفس الوقت تحمي الأم من خطر الإصابة بأمراض سرطان الثدي.


ويظل الطفل ملاصقاً لأمه طوال فترة الرضاعة الطبيعية، ويصبح أكثر قرباً منها ويستمد منها الحب والحنان والأمان، ويعتمد عليها إعتماداً كلياً فى إشباع كل حاجاته الضرورية كالطعام والشراب والنوم والراحة واللهو واللعب، ثم فى مراحل نموه الأولى لتعلم الحركة والمشي والكلام واللعب. 

 

 يشبه المولود الصغير الصفحة البيضاء التى ترسم عليها الأم الخطوط الأولى من شخصيته، فيبدأ الطفل يتطبع بطباع أمه ويتعود على عاداتها ويسلك سلوكها تجاه كل ما هو حوله، ثم يتعرف على العالم المحيط به من خلال السؤال عن كل ما حوله، وتكون أمه هى معلمته الأولى فى الحياة فيتعلم من خلال أجوبتها على أسئلته والحوار الدائم بينهما، حتى تتسع مداركه وينمو على القواعد والأُسس السليمة التى غرستها أمه فى نفسه منذ الصغر، فالأم هى المؤسس الأول فى تكوين شخصية طفلها، وتوجيهه من خلال أساليب الثواب والعقاب تجاه تصرفاته وأفعاله، وتعزيز سلوكه الطيب وتعديل سلوكه السيئ. 


• توفير جو أُسري سليم:

أول علاقة يفتح الطفل عينيه عليها هي علاقة الأب والأم، فإذا كان الأبوان متفاهمين، ينشأ الطفل في جو أسري صحي وسليم، مليء بالحب والحنان، أما إذا كانا الأبوان على خلافٍ دائم فينشأ الطفل وسط جوٍ مضطرب، يؤثر تأثيراً سلبياً على عاداته وسلوكياته وتكوين شخصيته ونفسيته.

 

يتعلم الطفل أولى سلوكياته وعاداته من تلك العلاقة الأولى المحيطة به، ويكتسب منها العديد من التجارب والخبرات.

 

وتعتبر هذه العلاقة بمثابة حجر الأساس في شخصية الطفل، فإما أن تخلق منه شخصية سوية صاحبة قرار وتتحمل المسؤولية، وإما أن تهدمه وتجعله مُعقد نفسياً أو مهزوزاً ولا يستطيع الإعتماد على نفسه.

 

• تماسك الأسرة وترابط أفرادها:

- يتحقق تماسك الأسرة بتحقيق حقوق وواجبات كل فرد من أفرادها، فكل فرد يقوم بدوره مُراعياً حقوق الآخرين، حتى لا يُمثل عِبء على باقي أفراد الأسرة.


كما ينبغي غرس الأُسس والمعايير والقواعد الهامة لدى أفراد الأسرة، كأن يعطف الكبير على الصغير، ويحترم الصغير الكبير، ويكون كل فردٍ فى عون أخيه لتصبح الأسرة كياناً واحداً مبنياً على دعائم قوية وراسخة.

 

- فالأسرة المترابطة تصنع للمجتمع أفراداً صالحين وناجحين قادرين على مواجهة مصاعب الحياة وتحمل المسؤولية وتقديم النفع والخير للجميع.


أما الأسرة المفككة المنشغلة عن تربية أبنائها، يخرج منها أفراداً مرضى نفسيين وربما منحرفين أو مجرمين ينشروا الفساد فى المجتمع.

 

- الأسرة هى الخلية الأولى فى بناء المجتمع، فإذا أُسست على قواعد ثابتة من الدين والأخلاق الحميدة والقيم الفاضلة والترابط والتماسك، لأصبح لدينا مجتمعاً صالحاً تسوده السعادة والأُلفة والرحمة.

تعليقات

التنقل السريع