القائمة الرئيسية

الصفحات

فضل الأم في حياة أبنائها

فضل الأم في حياة أبنائها


الأم هي المخلوق الأول الذي يرتبط به الإنسان في الحياة، فهو يعيش في أحشائها، ويستمد غذاءه من جسدها طوال فترة الحمل، كما يتأثر بإنفعالاتها، و يسمع صوتها وهو في بطنها ويميزه ويرتبط به، ويظل ملاصقاً لها بعد الولادة ما يقرب من العامين وهي تحمله وترضعه من ثديها، فهي صاحبة أول صوت يعرفه، وصاحبة أول لمسة حنان يحسها، وصاحبة أول حدوتة سمعها قبل نومه، وأول من لعب وضحك معه، فهى مصدر الحنان والعطاء والحب فى الأسرة.


فطر الله الناس على فطرة حب الأبوين (الأب والأم) وأمرنا ببرهما فقال تعالى: "وبالوالدين إحسانا"، فهما ركنا الأسرة التي تحتوي الأبناء وتشعرهم بالأمن والأمان والطمأنينة.


*  دور الأم في حياة أبنائها:

تحتل الأم مكانة أساسية في تربية الأبناء، فالطفل في حالة إحتياج دائم للأم وحنانها وإهتمامها ورعايتها، وهي التي تغرس لدى الطفل العادات والسلوكيات الأولى في حياته، وتؤثر في تكوين شخصيته، فهي من يضع حجر الأساس في بناء شخصيته.


الأم عطاء تعطي ولا تنتظر المقابل، وتتحمل مشاق الحياة وآلامها وتسهر الليالي من أجل أبنائها بسعادةٍ ورضا.


تبذل الأم قصارى جهدها في تربية طفلها وتعويده على السلوكيات الصحيحة والقواعد السليمة، وتغرس فيه كل القيم الإجتماعية والدينية المحببة.


تشعر الأم بالمسئولية تجاه طفلها منذ خروجه للحياة فتمنحه الدفء والحنان فهي منبع الحنان كما أنها مصدر كل المعلومات الأولية في حياته، فهي من يعلمه آداب الطعام والشراب، وكيفية إرتداء ملابسه، نظافته، تعليمه وإستذكار دروسه، وتساعده دائماً على التمييز بين الصواب والخطأ وتنمي قدراته الإيجابية، وتُهذب سلوكياته السلبية.


الأم الصالحة الحريصة على منهج الإستقامة هى التى تعرف حقوق أبنائها وتقوم بتقديم تلك الحقوق لهم دون منٍ أو أذى، وهى التى لا تبخل عليهم بالرضاعة الطبيعية ولا بالرعاية، ولا تنشغل عن أبنائها وتربيتهم بملذات الحياة فهى التى تغرس فى نفوس أبنائها الفضائل  وتنهاهم عن الرذائل، وتربيهم وتعودهم على طاعة الله تعالى.

 

 * الأم مدرسة لبناء الأجيال:

وكما قال الشاعر حافظ إبراهيم:

الأم مدرسة إذا أعددتها.....أعددت شعباً طيب الأعراق 

الأم تربي الأجيال ولذلك يحرص المجتمع على الإهتمام بالمرأة وتربية البنات على العفاف والطهر والأخلاق الحميدة والفضيلة ومبادئ الإسلام، وذلك لإعداد أماً فاضلة تنشئ جيلاً مباركاً فيجب العناية بالمرأة بكمال الأدب وجلال التعليم وحُسن الخلق حتى ينهض المجتمع، والأم الصالحة التي تربي وترعى أبنائها ليصبحوا أفراداً صالحين، هي في الأصل زوجةً صالحةً لزوجٍ صالح، وهي أولاً إبنةً بارةً بوالديها.


*  فضل الأم:

الأم هي سر الوجود، وحُضن الحنان الدافئ، والعطاء بلا مقابل، والتضحية من أجل أبنائها، والعطف والرحمة، والتسامح والغفران، والبوابة الأولى للجنة في الدنيا والآخرة، والعون على متاعب الحياة، وسبب النجاح والفلاح.


ولقد حثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على حسن معاملة الأم ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أبوك). - متفق عليه 


* بر الأم وواجبنا تجاهها:-

- يجب على الأبناء بر الوالدين وطاعتهما فيما شرعه الله، وما فيه نفع لهما وليس فيه ضرر فى الدين، أي طاعتهما فى غير معصية الله تعالى، فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق. 


فقال الله تعالى فى سورة الإسراء:- 

" وقضى ربُك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلُغن عندك الكِبر أحدهما أو كلاهما فلا تقُل لهما أُفٍ ولا تنهرهما وقُل لهما قولاً كريماً (٢٣) واخفض لهما جناح الذُّلّ من الرحمة وقُل رَّبّ ارحمهما كما ربياني صغيراً" (٢٤).


- الإحسان إلى الأم يكون برعايتها وإلتماس رضاها، والدعاء لها بالرحمة والمغفرة، وهذا الإحسان يعتبر واجب ديني على الأبناء تجاه الأم، كما يُعد حقاً من حقوقها ورداً لجميلها. 


- بر الوالدين والإحسان إليهما وخاصةً الأم، سبباً فى جلب الرزق والبركة فيه ورضا الله، وستر العيوب، كما إنه سبباً فى جلب الأجر والثواب والفوز بنعيم الجنة. 


- بر الأم يكون بطاعتها والإنفاق عليها وسد حاجاتها المادية وكذلك المعنوية، بإدخال البهجة والسرور على نفسها، وعدم إيذائها باللوم أو العتاب، و زيارتها دوماً وتقديم الهدايا التى تحبها عرفاناً لها. 


- سلوك الأبناء الحسن وسمعتهم الطيبة تُسعد قلب الأم وتُشعرها بأنها أحسنت تربيتهم وقدمت للمجتمع أشخاصاً صالحين. 


- يجب على الأبناء تقدير تضحيات الأم من أجلهم ورعايتها لهم منذ الصغر وهم بحاجتها، ومحاولة رد الجميل وهى بحاجتهم عند الكبر. 


- مساعدة الأم عند الكبر على آداء الفرائض والعبادات، وحثها على عدم التقصير بإرشادها للواجب فعله، وإعانتها إن أمكن على آداء فريضة الحج مثلاً، وخاصةً لو كانت هذه الأم حُرمت من التعليم. 


- حتى بعد موت الأم فواجب الأبناء تجاهها لا ينقطع، فعليهم بالمحافظة على صلة أرحامها والإحسان إلى أقاربها، والدعاء لها بالرحمة والمغفرة، وقضاء ما كان عليها من الديون، وإخراج الصدقات على روحها. 



فضل الأم في حياة أبنائها 

عيد الأم:

ورداً لجميل الأم التي هي سبب الوجود في الحياة وسبب النجاح فيها، ظهر الإحتفال بعيد الأم تكريماً للأم والأمومة.


"عيد الأم" (Mother's Day) أول من قامت بأول إحتفال ليوم الأم كانت الأمريكية " آنا جارفيس" في 12 مايو 1907 في بداية القرن العشرين.


ثم ظهر الإحتفال بعيد الأم في كثير من البلاد في تواريخ متعددة، وأول من فكر في عيد للأم  في العالم العربي هو الصحفي المصري الراحل "علي أمين" مؤسس جريدة أخبار اليوم وأخيه الصحفي المصري الراحل "مصطفى أمين"، وأصبح يُحتفل به في مصر والدول العربية في 21 مارس مع بداية فصل الربيع وتقديم أجمل الزهور والهدايا للأم عرفاناً بجميلها.


وليس معنى الإحتفال بالأم فى يوم عيدها، أن الأبناء يقومون بزيارتها وتقديم الهدايا والورود لها فى هذا اليوم فقط، و يظنون بذلك أنهم قد قاموا بعمل الواجب الذى عليهم تجاهها، فلا يكفي بر يومٍ واحد  وتظل الأم وحيدة بقية العام ولا يسأل عنها أحداً من أبناءها، أو يقضي لها حاجاتها أو يؤنس وحدتها

لقد جعل الله تعالى البر إلى الأم والإحسان إليها حقاً لها الدهر كله، ولم يحدد يوماً أو وقتاً واحداً محدداً لبرها والإحتفال بها وتركها باقي الوقت، ولكن الجانب الطيب فى تحديد هذا اليوم إنه يُذكر الإبن البار والعاق معاً بالأم وبزيارتها والإهتمام بها للتعبير عن حبها فلا تُنسى طوال العام 


تعليقات

التنقل السريع