القائمة الرئيسية

الصفحات




الكِبر

الكِبر مرض خطير وهو أحد أمراض القلوب والأنفس، يستوجب غضب الله تعالى وسخطه ونقمته، حيث أن الكبرياء لا تكون إلا لله تعالى، ومن شاركه فى صفة من صفاته، غضب الله عليه وأهلكه وأسكنه النار. وكما يقول الله تعالى:-{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر : 60].


الكِبر هو العظمة والتجبر والإستكبار والتكبر، والمُباهاة والمُفاخرة بما فى النفس من فضائل وقدرات، وهو إظهار عظم الشأن ورفع النفس فوق الإستحقاق، والزهو بالمال والجاه وما شابه ذلك.


يعطي الشخص المُتكبِر نفسه قدرًا مبالغًا فيه، حيث يبالغ فى قدراته وإمكاناته وكفاءاته، فيصنع صورة لنفسه فى نظره وفى نظر الآخرين غير مُطابقة للواقع. 


ويمدح أعماله وإنجازاته مع المُبالغة فى تفخيم نفسه أمام الجميع، إلى جانب النظرة الدونية للآخرين وقدراتهم، وقد يصل التكبر بصاحبه إلى حد إحتقار الآخرين وإهانتهم وتجاهلهم، وقد يقابل أفعالهم وأقوالهم بإستخفاف وإستهانة. 


ينظر الشخص المُتكبِر للآخرين نظرة إحتقار وتقليل من شأنهم، ومع ذلك ينتظر منهم كامل الإعجاب والتقدير والإحترام له ولأعماله، حيث يعطي نفسه قدرًا عاليًا فوق قدرهم، ومكانة أعلى من مكانتهم. 


معنى الكِبر فى الإسلام

إن العظمة والكبرياء من خصائص الربوبية، والكِبر يُنافي حقيقة العبودية.


*الكِبر أول قصة حكاها لنا ربنا فى القرآن الكريم،  فالكِبر كان سببًا فى إمتناع إبليس عن السجود لآدم عليه السلام، وعصى ربه، فكان سببًا فى طرد إبليس من الجنة، يقول الله تعالى:-

 {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}. [البقرة : 34]


*نهانا الله عزّ وجلّ عن الكِبر فى القرآن الكريم فقال تعالى:-

{وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} [الإسراء : 37].


*كان الكِبر سببًا فى هلاك قوم "نوح"، الذين منعهم الكِبر عن قبول دعوة نبيهم نوح عليه السلام، يقول الله تعالى:- 

{وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا} [نوح : 7].


*كذلك هلك قوم "عاد" بسبب تكبرهم وظنهم بأنه لا قوة أشد من قوتهم، كما يقول الله تعالى:-{فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ (16)} [فصلت : 15-16]. 


*كذب قوم "ثمود" نبيهم صالح عليه السلام، بسبب الإستكبار والتعالي، يقول الله تعالى:- {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ} [الأعراف : 75]. 


*يقول الله تعالى:- {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} [الأعراف : 88]. وهم قوم سيدنا شُعيب عليه السلام، الذين استضعفوه واستهانوا به رغم فصاحته وبلاغته لضعفه ولأنه كان كفيفًا. 


*وكان الكِبر والعُجب والخيلاء من صفات فرعون الذى طغى وتكبر، حتى وصل به الحال إلى أنه إدَّعى الربوبية والألوهية. يقول الله نتعالى:- {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [القصص : 38]. 


* أسباب الكِبر 

1- العُجب والخيلاء والمُفاخرة بالنفس والأنانية والنظر إلى الذات بنظرة الإستحقاق من أسباب تولد الكِبر فى النفس، وهذا يجعل الإنسان لا يرضى بمساواته بغيره لإعتقاده بأنهم أدنى منه حسبًا ونسبًا أو مالًا أو علمًا..... إلخ. 


2- الحسد من أهم الأسباب الباعثة للكِبر، كما حدث فى أول حسد فى بداية الخلق من إبليس لآدم عليه السلام، فيتعامل الحاسد مع المحسود بأخلاق المُتكبرين وإن كان فى داخله لا يرى نفسه فوقه، لكنه لا يريد أن يعترف بفضل المحسود وحُسن أخلاقه، ولا يرغب فى تعلم العلم منه، ولا تلقي النصيحة منه ولا الإستفادة منه بأي شكلٍ من الأشكال. 


3- الحقد على الآخرين ومقارنة نعمته بنعمة الآخرين مع نسيان الله المُنعم، كأن يتكبر الشخص الحاقد على من يرى أنه مثله أو فوقه، وذلك لأن حقده عليه يجعل نفسه لا تطاوعه على التواضع له وإن كان يعلم إستحقاقه لذلك التواضع. 


4- عندما يستطيع الإنسان تحقيق النجاح فى الحياة وتحقيق إنجازات هائلة تستحق التقدير، ينشأ فى نفسه الشعور بقيمة الذات والإحساس بأنها تستحق التقدير والإعتزاز، ظنًا منه بإستطاعته تحقيق ما لم يستطع غيره تحقيقه، مما يجعله ينظر للآخرين بإستكبارٍ ونظرةٍ دونية. 


5- عدم الثقة بالنفس وضعف الشخصية يحمل بعض الناس على التكبر على الآخرين، حتى يرسم الشخص لنفسه أمامهم صورة مخالفة للواقع. 


6- مُبالغة بعض الناس فى التواضع مع العزوف عن القيام بالمسؤولية والإستهانة بالنفس وعدم الثقة بقدرتها على المُشاركة والتفاعل، قد يبعث على تكبر الآخرين عليهم. 


7- وأحياناً يكون الرياء والنفاق سببًا فى الكِبر عند بعض الناس، عندما ينظر الناس لشخصٍ ما قد منحه الله مالًا أو علمًا أو قوةً أو سلطةً بنظرة الإعجاب المُفرط والإهتمام الزائد المصحوبة بالرياء، للحصول على رضاه والقرب منه والإستفادة منه، فإن هذا الرياء للأسف يُساعد هذا الشخص على التعالي والتكبر عليهم، والتقليل من شأنهم ويرضى لهم الهوان الذى رضوه لأنفسهم بسهولة. 


آثار الكِبر 

1-إشتغال الشخص المُتكبِر بنفسه يجعله فى إعراض تام عن معرفة الله وذِكرِه، كالإعراض عن آيات الله والصد عنها، فلا ينصلح حاله وعاقبته. يقول الله تعالى:- {وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8)} [الجاثية : 7-8]. 


2-الكِبر سبب للصرف عن دين الله، يقول الله تعالى:- {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} [الأعراف : 146]، أي أن الله تعالى سيصرف قلوب المُتكبِرين عن طاعته والمُتكبِرين على الناس بغير الحق، عن فهم الحُجج والأدلة الدالة على عظمته وشريعته وأحكامه، فلا يتخذون طريق الصلاح لتكبرهم، ويتخذون طريق الضلال والكفر بسبب تكذيبهم بآيات الله وغفلتهم عن النظر فيها والتفكر فى دلالاتها. 


3-الكِبر سبب لدخول النار والخلود فيها، يقول الله تعالى:- {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ} [الأحقاف : 20]. 

ويقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام:- "لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرةٍ من كبِر! فقال رجلٌ:- إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنةً، قال الرسول صلى الله عليه وسلم:- إن الله جميلٌ يحب الجمال، الكِبر بطر الحق وغمط الناس". 


معنى الكِبر المقصود هو "بطر الحق" أي: رده وجحده والبُعد عنه ترفعًا وتجبرًا، و"غمط الناس" أي: إحتقارهم وإزدراؤهم. 

فى الحديث الشريف نهي عن التكبر ورفض الحق والبُعد عنه، وفيه مشروعية التجمل بلبس الثياب الجميلة والنعال الجميلة، وفيه إثبات إسم الله" الجميل" لله سبحانه وتعالى وأنه من أسماء الله الحُسنى. 


4-ظن المُتكبِر وشعوره أنه بلغ الكمال فى كل شئ، يتسبب فى عدم إصلاح عيوبه وأخطائه ويظل غارقًا فى عيوبه ونقائصه، إلى أن تنقضي حياته وهو على حال الكِبر، فحتماً يُحرم من الجنة ويُعذب فى النار. 


5-لين الجانب وخفض الجناح للناس يجلب حب الناس، أما الكِبر فينفر الناس من الإنسان المُتكبِر ويجتنبوه. 


أنواع الكِبر وعلاماته 

-الكِبر على الله تعالى، وهو أفحش أنواع الكِبر، كتكبر فرعون ونمرود على عبادة الله، بل وإدعائهما الربوبية والألوهية. 


-الكِبر على الرُسل، بالإمتناع عن الإنقياد لهم وإتباعهم تكبرًا وعنادًا، كما حدث مع نوح وصالح وهود وشُعيب وموسى ومحمد عليهم السلام. 


-الكِبر على الناس، بإستعظام النفس وعلو الذات وإحتقار الآخرين، والترفع ورفض مساواة النفس بالغير. 


قال الإمام الغزالي فى كتاب "إحياء علوم الدين" : كبِر بالدين أو كِبر بالعلم أو كِبر بالقوة أو كِبر بالجاه أو كِبر بالمال. 


-الكِبر بالدين، وهو شعور الشخص أن الناس يحتاجون إلى علمه بدينه، ويحتاجون إلى نصيحته حتى ينقذهم من أنفسهم، وكذلك ينقذهم من النار، الأمر الذى يجعل الشخص يشعر بالعجرفة عليهم عند إلقاء النصيحة، وهذا شيءٌ سيئ جدًا من شخص عالم بأمور دينه، لأن من أراد الله له تعلُم الدين عليه أن ينفع الناس بعلمه  ولا يتكبر عليهم، وعلاماته ظنَّه أنه الأفضل لكونه يصلي ويقرأ القرآن ويفقه أمور الدين أكثر من غيره، فيعتقد أنه بذلك يكون خيرًا منهم، بل عندما يتعلم الإنسان الدين عليه أن يفهم أن ليس للإنسان من الأمر شيئًا، وأن الله هو الذى منَّ عليه بفضله وأراد برحمته أن يعطيه دون إستحقاق، والله يؤتي فضله ونعمه لمن يشاء.


-الكِبر بالعلم، وهو قريب إلى الكِبر بالدين، وهو يحرم صاحبه من التعلم ومن تلقي الحكمة من غيره، لنظرته إليهم بأنهم أقل منه علمًا، فلا يقبل منهم لكِبره ولكثرة علمه فى مجاله، وينسى أن العلوم كثيرة وموزعة على الخلق بحكمة الخالق، وإذا كان هو عالمًا فى علم معين، فهو يجهل باقي العلوم، وأحيانًا نتلقى الحكمة من أفواه حكماء أقل منا علمًا، لكنهم ربما يكونوا أكثر حكمة وخبرة فى مجالاتٍ أخرى فى الحياة، ومن علامات الكِبر بالعلم: الإعراض عن سؤال الآخرين. 


-الكِبر بالجاه كأن يكون الشخص من عائلة كبيرة ذات إسم وشرف وجاه، لقد كان نبينا ورسولنا محمد عليه الصلاة والسلام ينتمي إلى أكبر عائلات العرب شرفًا، من "بني هاشم"، ومع ذلك كان أكثر الناس تواضعًا وخدمةً للخلق، ومن علامات الكِبر بالجاه وأسماء العائلات هو الخجل من التقرب إلى الناس العاديين أصحاب الطبقة الوسطى فى المجتمع، أو من إقامة علاقات نسب أو مُصاهرة معهم، وكأن من العيب التعامل مع من ليس لهم حظًا من الجاه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم:- "شر الموائد يُدعى إليها الأغنياء ويُطرد عنها الفقراء"، والجاه هو كرم ونعمة كبيرة من ربنا أعطاها لمن أراد من عباده ليستخدمها فى خدمة الناس، ويقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام:- "من أوصل حاجة محتاج إلى ذي سلطان، ثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام". 


-الكِبر بالقوة يعني قوة الصحة التى من الجائز أن تزول فى لحظات، لقد خُلِق الإنسان من ضعف ولا يصح أن يتكبر بقوته الجسدية على الضعفاء، أو أن يضرب زوجته، أو يعتدي على خادمه. 


-الكِبر بالمال، وعلامته تقييم الناس بالمال، فمن يمتلك المال يصبح له وزنًا وقيمةً عن من لا يمتلك المال، الأغنياء الذين يمتلكون المال إذا تواضعوا صاروا خير الناس أنفعهم للناس، وهم يسيرون على خُطى سيدنا سُليمان عليه السلام، ويكونوا محبوبين من الناس وكرماء فى الدنيا، ويُكرمهم الله فى الآخرة. 


كيف تتخلص من الكِبر؟ 

الكِبر يجعل سلوكيات الشخص المُتكبِر سيئة جداً، كما يجعل علاقاته بالناس سيئة، وحتى الأشخاص المحيطين بالشخص المُتكبِر مضطرين للبقاء حوله، إما لصلة رحم أو قرابة أو عمل أو غير ذلك من ضروريات الحياة، لا حبًا فيه ولا رغبةً فى القرب منه، وهم بالطبع غير سعداء إطلاقًا بهذه العلاقة التى تربطهم بهذا المُتكبِر المُتعجرف،  وأيضًا الشخص المُتكبِر نفسه يكون غير سعيد، لإن الكِبر غير مُتسِق مع طبيعة ضعف وإحتياج الإنسان للخالق وللخلق. 


ينشرح صدر الإنسان بالشئ السليم ويضيق بضده، فينشرح صدره ويسعد بالتواضع ويضيق صدره بالكِبر ويتأذى. 


*إذا رأيت كبِرًا فى نفسك،  وظِف نفسك لخدمة الناس، وأخدم من تراه أقل منك، وأسأل من هو أقل منك علمًا، وساعد البسيط المحتاج والذى ليس له جاه، فالخدمة تنتزع الكِبر من النفس. 


*تذكر عظمة الله تعالى وأن الكبرياء من صفاته، وفى المُقابل تذكر ضعف الإنسان وفقره إحتياجه وقلة حيلته، حتى تستطيع القضاء على الكِبر. 


*التوبة والرجوع إلى الله تعالى والتقرب إليه، وتلاوة القرآن الكريم، وقراءة أسماء الله الحسنى، تنتزع الكِبر من القلب. 


*صُحبة الأشخاص المتواضعين والمساكين، تقضي على الكِبر فى النفس، وكما يُقال: "الصاحب ساحب"، "الصديق مرآة لصديقه. 


*قراءة سيرة سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لأن فيها الكثير من العِبر، والتأمل فى حاله وإنتصاره على أعدائهم، وعفوه وتسامحه مع أهل مكة عند فتح مكة، وتعامله مع أصحابه والرحمة بهم حين يخطئون. 


*زيارة المرضى ورؤية أهل البلاء، فإنها تكسر القلب وتُكسِبه التواضع. 


*العظة من الموتى، وتأمل حالهم وأين صار الملوك وأصحاب القصور والأموال، وما مصير الإنسان بعد الحياة الدنيا، وتذكر الحساب والميزان والجنة والنار، لقد دُفن الفقير والوزير سواء. 


*التحلي بخُلق التواضع، وهو أحسن خُلق يمنحه الله لعبده، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله عزّ وجلّ"، وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من مات وهو برئ من الكِبر والدين والغلول دخل الجنة". 


"اللهم احشرنا مع سيد أهل التواضع والخدمة والبساطة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام". 







  


تعليقات

التنقل السريع