القائمة الرئيسية

الصفحات

 



الثقة بالنفس


مفهوم الثقة بالنفس

الثقة بالنفس هى أساس شخصية الإنسان والتى بدونها يفقد إحترامه وإعتزازه بنفسه، مما يجعله محل نقد الآخرين.


وهى إيمان الإنسان بقدراته وإمكانياته وإيمانه بذاته والإعتماد عليها، كما إنها إعتقاده بأهدافه وقراراته وثقته فى قدرته على إتخاذ القرارات الصحيحة، مع إدراك كفاءاته فى تقييم الأمور، وتزداد هذه الثقة بخوض تجارب الإنسان الأولى فى الحياة، فى الأسرة والمدرسة ثم الجامعة والأصدقاء.


الثقة بالنفس هى من أهم مميزات الشخصية القوية، وهى صفة هامة للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية، وهى تتأثر ببيئة الإنسان وتعليمه ونشأته، والتى بدورها تُشكل قدراته على مواجهة تحديات ومتطلبات الحياة بنجاح.


أهمية الثقة بالنفس


*الثقة بالنفس تخلق إنسانًا قوي الشخصية، يعتبره المحيطين به قدوة لهم، سواءً فى مجال العمل أو فى أي مجال من مجالات الحياة.


*الثقة بالنفس تُزيد من إعتماد الإنسان على نفسه مما يُكسبه القدرة على تحمل المسؤولية دون تردد أو قلق، وبذلك يكون قادرًا على مواجهة مشاكل الحياة وحلها وعدم التهرب منها. 


*تساعد الثقة بالنفس الإنسان على تحسين قدرته على القيام بعلاقات إيجابية. 


*الثقة بالنفس هى مصدر لقوة الإنسان، ونجاحه فى تحقيق أهدافه وطموحاته وبالتالي فهى مصدر لشعوره بالسعادة. 


*الثقة بالنفس تمنح صاحبها شخصية قوية، والناس عادةً تنجذب إلى الشخصية القوية، ويلتفون حولها ويقتدون بها ويستفيدون منها، بينما لا يلتفت أحداً منهم للشخصية الضعيفة أصلاً. 


*تُتاح الفرص أمام الشخصية القوية ذات الثقة بالنفس، فى التعليم والعمل والصداقات والزواج وإستلام المناصب القيادية العليا. 


*الثقة بالنفس تزيد القدرة على الثبات فى إتخاذ القرارات الصائبة، وعدم التردد والشعور بالخوف. 


*الثقة بالنفس وقوة الشخصية تُمكن الإنسان من التمتع بقضاء أوقاتًا سعيدة مع الآخرين، وتبادل المشاعر الطيبة والتقدير والإحترام. 


*الثقة بالنفس تمد الإنسان بالحماس والقوة اللازمين لدفعه نحو الإنجاز، فيستطيع تحفيز نفسه تلقائياً دون الحاجة إلى حوافز أو دوافع خارجية. 


*تدفع الثقة بالنفس الإنسان لتطوير الذات والإهتمام بتغييرها إلى الأفضل، وتقوي الإرادة والعزيمة والإصرار على تحقيق الأهداف والإستمرار دوماً فى طريق النجاح. 


*معوقات الثقة بالنفس 


-الإضطرابات النفسية تُعد سببًا فى إهتزاز الشخصية وعدم الشعور بالثقة بالنفس. 


-تؤثر البيئة التى ينشأ فيها الإنسان فى تكوين شخصيته وثقته بنفسه، وخاصةً أثناء طفولته؛ كالسخرية من قدرات الطفل وعدم الإهتمام بتنميتها، وكثرة الإنتقادات الموجهة للطفل، والتقليل من شأنه أمام الآخرين. 


-الإهمال وعدم وجود الدعم الكافي للأطفال داخل الأسرة، وخاصةً فى وجود مشاكل وخلافات بين الأبوين. 


-سوء المعاملة وعدم الرعاية الكافية للأطفال، وكثرة تعرضهم للعقاب النفسي أو البدني يزيد الشعور بالإنكسار والفشل، مما يترك آثار سلبية فى نفوسهم تُرسخ فيهم عدم القدرة على الإعتماد على النفس. 


-تركيز الإنسان الزائد فى أي نقصٍ فى جسده أو شكل ملامحه أو لون بشرته، قد يؤثر فى إنعدام ثقته بنفسه. 


-شعور الإنسان بالإستهانة به يُشعره بعدم الثقة فى نفسه، لعدم أهميته للمحيطين به. 


-عدم البحث فى الذات عن المواهب والقدرات الخاصة، ومحاولة تنميتها يتسبب فى عدم النجاح فى الحياة، بسبب عدم إستغلال الإنسان الجيد لقدراته ومواهبه. 


-شعور الإنسان بعدم الثقة بالنفس يعرضه للميل للعزلة والوحدة والإنطوائية، ويترتب على ذلك عدم الحفاظ على العلاقات وعدم الثقة بالآخرين. 


* تعزيز الثقة بالنفس وقوة الشخصية 


-لا يوجد فى الحياة من لا يُخطئ، فكل إنسان يُخطئ لكن ليس معنى الخطأ إهتزاز الثقة بالنفس، فلابد أن يتعلم الإنسان من أخطائه السابقة وتجاربه وتجارب الآخرين ما يساعده على زيادة ثقته بنفسه، وتحديد الأخطاء السابقة والتعلم منها ومحاولة تحسينها بتطوير الذات. 


-الإستغلال الجيد لقدرات الإنسان ومواهبه، وتحديد نقاط القوة البارزة فى شخصيته، ووضع هذه القدرات والإمكانيات فى مكانها الصحيح. 

-تشجيع النفس على خوض التجارب الجديدة والمغامرات، التى تُسهم فى دفعه لتحقيق أهدافه وطموحاته. 


-إكتساب المهارات النافعة والدورات التدريبية، سواءً كانت علمية أو رياضية أو تنمية بشرية أو مهارات تواصل. 


-تجنب الأشخاص الذين يبثون طاقة سلبية أو إنتقادات دائمة تؤثر سلبياً فى النفس، ومحاولة البحث عن كل دعم إيجابي. 


-الإهتمام بالحالة النفسية وتصفية الذهن من الأفكار السلبية، والتخلص من نقاط الضعف. 


-تقبُل الذات وعدم الإنتقاص منها، وعدم لوم النفس ومعاتبتها بإستمرار، فالتسامح والتصالح مع النفس يُسهم فى تطوير النفس وتعزيز الثقة بها. 


-عدم مقارنة النفس بالآخرين حتى لا تتولد لدى الإنسان مشاعر سلبية تُضعف ثقته بنفسه. 


-الإهتمام بالتفاعل الإجتماعي والتجمعات والتخلص من العُزلة والإنطوائية، والمبادرة بمساعدة ودعم الآخرين، يُحدث الشعور بالرضا عن النفس. 


-إهتمام الإنسان بمظهره الخارجي وأسلوب حديثه وأناقته وجماله، يعكس للناس صورة جميلة وعنوان جيد لشخصية جذابة، فالمظهر يُكمل الجوهر ويُحسن صورته ليصل لقلوب الناس بسهولة. 


-الإنفتاح على المعارف  والتثقف فى علوم الحياة المختلفة عن طريق القراءة والإطلاع، يساعد الإنسان على تطوير نفسه والقدرة على التعبير عن الرأي ومتابعة الأحداث الجارية حوله. 


* الفرق بين الثقة بالنفس والغرور


* الثقة بالنفس 

هى صفة محمودة تجعل الإنسان أكثر راحة نفسية وطمأنينة مع التواضع للآخرين ومساعدتهم. 


تُعرف الثقة بالنفس على إنها ثقة الإنسان فى قدراته وإمكاناته وفى تقييمه للأمور، كما إنها إحترام الإنسان لذاته وتقديره لها، وعدم الإنتقاص منها أو التقليل من شأنها مع إدراك كفاءاته وقدرته على إتخاذ القرارات السليمة، والإعتماد على نفسه فى مواجهة تحديات وصعوبات الحياة وإجتيازها بنجاح، وهى سبب لشعور الإنسان بالرضا والسعادة والإيجابية والإطمئنان. 


الإنسان المتمتع بالثقة بالنفس هو شخص محبوب وجذاب يلتف الناس حوله لقوة شخصيته ودعمه لهم.


أما إذا زادت الثقة بالنفس عن الحد الطبيعي لدرجة التعجرف والتكبر على الآخرين وصلت لحد الغرور. 


*الغرور

هو صفة مذمومة، وهو توهم الكمال والعظمة والتيه والتكبر على الآخرين، هو الشعور الزائد بحب الذات بشكل يفوق الحد الطبيعي ليصل إلى الأنانية والتقدير المُبالغ فيه للنفس، مع إنتقاص الشخص المغرور لمن حوله والتقليل من شأنهم لأنه يرى نفسه فى مكانة أعلى وأرقى منهم، وهو شخص غير مرغوب فيه، يكرهه الناس وينفرون منه لتعاليه عليهم ونظرته المُهينة لهم وتطاوله عليهم. 


ولقد نهانا الله تعالى عن التكبر والغرور فقال تعالى: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} [الإسراء : 37]


*قصة عن الثقة بالنفس 


قصة ملك ولا كتابة

يُحكى أنه فى سالف الزمان، كان هناك ملكًا حكيمًا قضى سنوات حكمه لبلاده، والنصر حليفه فى كل المعارك التى خاضها هو وجنوده، وكان له عادة إعتاد القيام بها قبل خوض المعارك، ألا وهى القيام بإلقاء عملة نقدية؛ فإن كانت صورة  فكان يخبرهم أن معناها "الإنتصار" ويُبشر جنوده بالنصر، وإن كانت كتابة كان يخبرهم أن معناها "الهزيمة". 

 والجدير بالذكر أنه لم يحدث يومًا وجاءت نتيجة إلقاء العملة كتابة! بل كانت صورة على الدوام، وجنوده يقاتلون بحماسٍ وإستماتة حتى ينتصروا. 

مرت السنوات وهو يحقق الإنتصارات على التوالي، ولم يذُق طعم الهزيمة إطلاقاً، وجاءت لحظات موته ودخل إبنه عليه وهو يحتضر، وظل الملك يوصي ولده الذى سيتولى الحكم من بعده بالإخلاص لبلده ولشعبه الحبيب، ونصحه أن يثق  بنفسه وأن يبعث الثقة بالنفس لدى جنوده حتى ينالوا النصر دائماً، استمع الإبن لوصية أبيه ثم طلب منه أن يعطيه تلك العملة النقدية التى كان يستخدمها قبل كل معركة ليواصل من بعده تحقيق الإنتصارات، فأعطى الأب لإبنه العملة فنظر فيها فوجد كلا الوجهين صورة، صاح الإبن: لقد خدعت الناس طوال سنوات حكمك؟ لا أستطيع أن أصدق أن أبي كان مخادعًا!. 


فأجابه والده: إنه لم يخدعهم، وإنما كان يريد لهم النصر على الدوام، قائلاً: إن الحياة يا بُني معركة ولك فيها أحد خيارين؛ خيار النصر وخيار الهزيمة، فإن وثقت بنفسك كان النصر حليفك ولن يتمكن أحد من هزيمتك، وهذا ما كنت أفعله فى نفوس جنودي، أقوم بتشجيعهم وتحفيزهم للنصر وأمحو من أذهانهم فكرة الهزيمة، أبعث فيهم الثقة بالنفس وقوة الإيمان بالنصر فيتحقق بإذن الله تعالى.

"ما أجمل أن تؤمن بأنك تستطيع" 






تعليقات

التنقل السريع