طور نفسك وحدثها لتحول طاقاتك السلبية إلى طاقات إيجابية، بعض الناس
يعتبر أن ما نشأ وتربى عليه وعرفه منذ الصغر شيئاً لازماً ولا يمكن تغييره، و
يظل مُستسلماً له طوال حياته، ولكن من الذكاء تغيير العادات والطباع وتطوير مهارات
التعامل مع الآخرين لتستمتع بكل لحظةٍ من لحظات حياتك.
افتح لنفسك باباً للتغيير، ولابد أن يكون لديك أولاً الرغبة في
التغيير ثم القدرة والإرادة على التغيير في إتجاه تطوير وتنمية شخصيتك.
أثر التطور على شخصية
الانسان:
هناك شخص إذا تحدثت إليه فترى له أفكاراً معينة وأساليباً ثابتة لا
تتغير مع مرور الزمن، فإن قابلت نفس الشخص وجلست معه بعد سنواتٍ طويلة ستجد نفس
الفكر ونفس الإهتمامات ونفس أساليب الإقناع، وكأن الزمن لم يتحرك به ليشعر بأي
تغيير أو تطوير حدث حوله، بينما ترى شخصاً آخر يستفيد دوماً من خبرات الحياة
والآخرين، من خلال متابعة الحوارات والبرامج الهادفة وخوضه لعديد من المشاركات
الإجتماعية، و يكتسب مهارات رائعة في التحاور والنقاش والقدرة على الإستيعاب
والقدرة على الإقناع وكيفية التعامل مع الأحداث الجارية حوله، ويستطيع من خلال
تجاربه وخبراته التى اكتسبها مع مرور الزمن، أن يتفاعل مع الناس ومشاكلهم ويقدم لهم
حلولاً مناسبة، فإذا قابلت هذا الشخص بعد سنواتٍ طويلة أيضاً، ستلاحظ فرقاً كبيراً في
الخبرة وفي طريقة تعامله مع الناس وفي سلوكياته بصورةٍ واضحة، أي أنه عمل على تنمية
أفكاره وتطوير ذكائه فتجده كل يوم متطوراً عن اليوم الذي قبله.
خطوات التغيير وتطوير النفس وتنمية المهارات :
* كُن صادقاً مع نفسك
صدقك مع نفسك وإعترافك بعيوبك يجعلك تتمكن من إصلاحها، فلا تكن عبداً لعاداتك بإمكانك إستبدال عاداتك الإنهزامية أو الهدامة بأنماط جديدة و عادات فعالة
وعلاقات ناجحة قائمة على الثقة.
* كُن مغامراً
لا تحبس نفسك في دائرة الهموم والخوف من المستقبل أو الخوف على ذويك
وسيطرة القلق على تصرفاتك، فهذا يقلل من روح المبادرة والمغامرة و يحول جهودك و
طاقاتك الإيجابية إلى طاقات سلبية ومتجمدة .
* كُن قوياً وراضياً في نفس
الوقت
تقبل المشاكل برضا وسلام نفسي و تعلم منها، فلا تسمح لتلك المشاكل
بالسيطرة عليك بل يتعين عليك تغييرها ومواجهتها بقوة حتى تصل إلى الحلول المرجوة.
* كُن حيوياً وفعالاً
لا تتعامل على إنك الضحية والمسكين الذي لا حول له ولا قوة، وتضع
نفسك في وضعٍ سلبي بل حسن من وضعك، وعدل سلوكك وحاول دائماً ان يكون لك دوراً فعالاً
في الحياة، وأن تكون لك بصمتك الخاصة الواضحة فتُحدث فرقاً في حياة الآخرين بحيث
يشعر الآخرون بالنقص إذا غبت عنهم بعض الوقت.
* كُن ناجحاً
شيئٌ جميل أن تتعلم من أخطاء الماضي وأن تحاول جاهداً عدم الوقوع في
الخطأ مرةٍ أخرى، بل وتصحيحه على الفور والتعلم منه إن أمكن ولكن دون أن تضيع وقتك
في الندم والحسرة على ما فاتك وتوجيه اللوم لنفسك، فمن الأفضل أن تعترف بالخطأ
وتصوبه لتحول الفشل إلى نجاح وبذلك تكون قد حولت الطاقة السلبية إلى طاقةٍ إيجابية.
* كُن صاحب مبدأ
إبتكر أسلوب حياتك، إستخدم قدراتك الإبداعية في تطوير عاداتك
وعلاقاتك لتكون أكثر فاعلية وتلاؤماً مع قيمك ومبادئك الصحيحة ومعتقداتك وتصوراتك
السليمة الخاصة بك، فلا تعش ما تفرضه عليك الحياة والآخرون ويقمع طموحاتك، بادر
بالفعل وإتخاذ قراراتك وفقاً لمبادئك وقيمك الصحيحة كُن فعلاً ولا تنتظر أن تكون
مجرد رد فعل.
* كُن مخلصاً
جدد نيتك واخلصها لله سبحانه وتعالى، فلتصل رحمك بالزيارة أو بمكالمة
هاتفية بسيطة واجعل نيتك خالصة لوجه الله تعالى، وليست لنفاق الناس أو لطلب شئ تحتاجه
منهم، واجعل صدقاتك لوجه الله تعالى لا لرياء الناس.
* كُن بشوشًا وعطوفًا
حاول أن تكسب قلوب الناس
وتأسرها بالكلمة الطيبة والبشاشة والإهتمام مهما كان الشخص فقيراً أو بسيطاً أو
حتى خادماً، فإنك إن صافحته وابتسمت في وجهه امتلكت قلبه وأشعرته بأهميته، وقابل
ضيوفك واحسن استقبالهم وتلفظ بكلمات الترحيب كي تشعرهم بسعادتك للقائهم، فتحمل مسئولية
تغيير
وجهك العابس إلى وجه بشوش ومبتسم.
* كُن واثقاً من نفسك
إحساسك بقيمتك وثقتك فى
نفسك وتقديرك لذاتك وقوة شخصيتك، يبعث فيك الإحساس بالأمن والأمان، ويساعدك على
الحكمة فى تصرفاتك وتحقيق أهدافك دون تردد أو تراخى.
* كُن مديراً لنفسك ولوقتك
باستخدام الخيال لتحقيق
النجاح والوصول إلى الأهداف، وحسن إدارة الوقت والتخطيط للأعمال والإدارة الفعالة
بمعنى البدء بالأهم فالمهم، وأنت تملك الإرادة فى وضع رغباتك ومزاجك فى مرتبةٍ أدنى
من أهدافك وأعمالك الأساسية، وكأنك مديراً لنفسك فتقوم بتحديد أدوارك كفردٍ من أفراد
العائلة (زوج أو زوجة، أم أو أب، إبن أو إبنة.....) ودورك فى مجال العمل أو دار
العبادة أو النادي أو المجتمع وهكذا.. واستثمر وقتك وطاقاتك فى كل جوانب الحياة بانتظام وحسب
الأولويات، واستخدم حسك الداخلي فى إحداث التوازن فيما بين الأدوار مراعياً المرونة وعدم الجمود.
* كُن محترمًا ومحبوبًا
قم بدعم الإحترام
والتقدير المتبادل بينك وبين الآخرين، إحترم الناس إذا أردت أن يحترموك، أنت تحتاج
إلى قدرٍ من العطف واللباقة فى جذب الآخرين حولك وبناء علاقاتٍ قوية ومفيدة معهم،
وعلى العكس تماماً وجود سلوكيات فظة وغليظة قد يؤدي إلى إنسحاب الآخرين من حياتك ونفورهم وابتعادهم عنك.
* كُن ملتزماً بالوفاء بالعهد
حافظ على الوعود
والإلتزام بالوفاء بالعهود، فذلك يبنى جسوراً من الثقة والتفاهم بينك وبين الآخرين،
ويقلل من حدوث سوء الظن وزعزعة الثقة.
* كُن مهذباً وحسن الخلق
تعامل مع الناس على أساس
القيم والمبادئ الفاضلة والأخلاق الحميدة مثل الصدق والأمانة والإخلاص، إن ذلك
سيكون سبباً فى فوزك بكسب ثقتهم وحسن تقديرهم لك، فتبادل المشاعر الطيبة مع الناس
يظهر فى الإعتراف بالجميل والإعتذار عن الخطأ والتسامح والعفو عنهم، وإعطائهم
حقوقهم بحبٍ وتقدير.
وعليك مراعاة الحالة النفسية والشعورية للآخرين حتى لا تخسر علاقتك
بهم، فلا تكثر من الضحك بدون سبب فى وجود شخص حزين لموت عزيزٍ عليه، أو أن تسخر من
أمور أو صفات قد يتصادف معاناة أحدٍ منها كحالة عجزٍ أو فقد حاسةٍ من الحواس أو ما
شابه ذلك.
لا تكن متطفلاً أو فضولياً أكثر من اللازم ولا تتدخل في ما لا يعنيك،
كأن تدقق فى أمور غيرك وتسأل عنها كثيراً وتُلح فى الحصول على إجابات لأسئلتك
وتقتحم خصوصيات الغير بطريقة قد تضايقه وتكشف بعض أسراره.
* كُن عالماً ولا تجهل ما
يدور حولك
تعلم دائماً ولا تجهل
الأمور التي تدور حولك، فإن الإنسان يظل يتعلم طوال حياته، ولا أفقر من عبارة
"لا أعرف" فقائل هذه العبارة عادة شخصاً مُستسلِماً ولا يقوى على التعلم
والتطوير، تعلم لتعرف وتطور وتنمي عقلك وتغذيه بمعلوماتٍ جديدة على الدوام مما
يكسبك خبراتٍ فائقةٍ لا حد لها.
- ربما تبذل الكثير من الجهد فى تغيير العادات السلبية وتحويلها إلى عاداتٍ إيجابية، ولكن ذلك يُعد خطوة جيدة نحو تطوير الذات وتنمية الشخصية واكتساب مهارات
جديدة فى التعامل مع الناس، ويساعد فى بناء علاقاتٍ جيدة فى حياة يملأها الحب
والأمل والتعاون بين الناس، وسوف تحصد نجاحاً بدلاً من الفشل، وأملاً وثقة بالنفس
بدلاً من الإحباط.
جدد طاقاتك وحولها لطاقات إيجابية فعالة تؤثر فى نفسك وفى نفوس الآخرين واحرص
أن تكون رغبتك فى التغيير أعظم من رغبتك فى البقاء كما أنت، واحذف كلمة
"مستحيل" من حياتك واستبدلها بكلمة "تحدي".
تعليقات
إرسال تعليق