القائمة الرئيسية

الصفحات

"لقد نفذ رصيدكم"

"لقد نفذ رصيدكم"


لكل إنسان دورٌ في الحياة عليه القيام به، ولكي يؤدي دوره دون تقصير عليه دائماً أن يختار أسلوب الحياة الذي يعينه على آداء دوره ولا يشغل نفسه بأمور لا قيمة لها عن دوره الحقيقي.


"لقد نفذ رصيدكم" تعبير يقال عادة عند إنتهاء أو نفاذ الرصيد، قد يكون الرصيد.. رصيد الهاتف المحمول أو رصيد الأموال في البنوك أو رصيد العمر أو رصيد الصحة أو حب الناس ..... إلخ.


فعلى الإنسان أن يعيد النظر في أسلوب حياته ويراجع نفسه ويخطط للحفاظ على أرصدته من النفاذ قبل فوات الأوان.

 

 * رصيد الوقت:

- لا تنسى الوقت أثناء الحديث في الهاتف فحدد لنفسك وقتاً لا تتخطاه في المكالمة حتى لا يضيع وقتك ورصيد هاتفك في الثرثرة أو الغيبة أو النميمة وتجد من يقول لك "لقد نفذ رصيدكم".


- قم بجدولة أعمالك والتخطيط لوقتك، فتنظيم وإدارة الوقت من أهم أسباب النجاح وتحقيق الأهداف والطموحات قبل أن ينفذ رصيدك.


 * رصيد الأموال:

- حافظ على رصيدك في البنك ولكن خطط للإنفاق منه أيضاً ولا تبذر، فإن المبذرين كانوا إخواناً للشياطين، فإن الله سوف يسألك عن مالك فيما أنفقته، فلا تضيع أموالك في السهر واللعب واللهو في الحياة الدنيا وتنسى أن تدخر منه صدقات قد تنفعك في الآخرة وتدور بك عجلة الحياة لتصل إلى سماع قول " لقد نفذ رصيدكم".


 * رصيد حب الناس: 

- لا تهمل أهلك وتنسى برهما حتى تفقدهما وتخسر دعائهما فادخر لنفسك رصيداً من دعاء الوالدين ينفعك دنيا وآخرة قبل أن ينفذ رصيدك لديهما.


- لا تنشغل بعملك وأمورك الشخصية عن كونك فرداً في أسرة وفي مجتمع، أدي حقوق الآخرين سواء إن كانوا إخوة أو أصدقاء أو جيران لتزيد أرصدتك لديهم من الحب والعرفان بالجميل، مد لهم يد العون والمساعدة عند الشدة والسؤال عنهم عند المرض، لتجد من يقف بجانبك يوماً ما.


-لا تشغل نفسك بأمور الآخرين الخاصة عن أمورك وواجباتك الحقيقية، كأن تشغل نفسك بالتدخل في حياتهم وتحشر أنفك فيما لا يعنيك وتضايق من حولك وتسبب لنفسك الإحراج، فلا يستطيع الناس القدرة على تحملك ويبتعدوا عنك ويقولوا لك كفى "لقد نفذ رصيدكم".


- كن دائماً سبباً في ستر الآخرين ولا تكن سبباً في إفتضاحهم، لتنمي رصيدك في الستر، قد يجعل الله أحدهم سبباً في سترك يوماً من الأيام، فلا تفضح ستر أخيك فيعافيه الله ويبتليك.

 

 * رصيد الشباب والصحة:

- إغتنم شبابك وصحتك اليوم وعطر لسانك بذكر الله وطاعته وأداء فرائضه، فلا تضيع صلاتك وأد فريضة الحج إن إستطعت فهي فريضة شاقة تحتاج لقدر من الصحة والشباب للتمتع بأدائها دون إرهاق، كما إن فريضة الصوم تحتاج منك قدرةً كافية على أدائها.


قبل أن يأتي المرض أو العجز أو الشيخوخة فأملأ رصيدك للآخرة قبل أن يقال لك " لقد نفذ رصيدكم".


 * رصيد الصبر:

- اصبر عند البلاء واملأ قلبك بالرضا بما قسمه الله لك فأنت تسعى وتعمل ولكن هناك قضاء و قدر قد يصيبك بنقص من الأموال والأنفس والصحة وغيرها من النعم فلابد وأن يكون لديك رصيد من الصبر ومخزون من الرضا ليعينك على إتمام دورك في الحياة قبل قول "لقد نفذ رصيدكم".


 * رصيد العلم والتفكير: 

- إجعل لك مخزوناً من الأفكار البناءة النافعة للغير، وشغل عقلك وإستثمر ذاكرتك في تخزين العلم والمعرفة حتى تكتسب الخبرة وتستطيع تقديم النصيحة لمن حولك، ولا تملأ رأسك بالأفكار الهدامة وظلم الغير فتجهل الخير والصواب ويقال لك "لقد نفذ رصيدكم".


 * رصيد السعادة:

- ادخر رصيداً من السعادة التي تشعر بها عند وجودك وسط أفراد أسرتك، فأد واجبك تجاه زوجتك وأولادك وعش السعادة معهم كما ينبغي، فأنت اليوم ترعى أولادك ومسئولٌ عنهم ولكن في الغد ستحتاج إليهم ليقوموا برعايتك ويكونوا مسئولين عنك، وحينها تحتاج إلى الشعور بالسعادة في وجودك معهم فلا يقولوا لك "لقد نفذ رصيدكم" فتجني إهمالك لهم اليوم عقوقاً منهم في الغد.


وأخيراً جدد أسلوب حياتك واملأ أرصدتك وأعمل لآخرتك في نفس الوقت، ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط.

تعليقات

التنقل السريع